أشاد المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، بالتوسع المزمع لمشروع "منشأة الغذاء المتأنّي من أجل التنوع البيولوجي" لصالح الشباب الأفارقة، قائلاً أن المشروع جزء من "النقلة النوعية" اللازمة لتعزيز الأهمية في التعامل مع الأسرة الزراعة، ونظم الأغذية والزراعة المستدامة، ونقل المعارف التقليدية من جيل إلى جيل. وقال المدير العام لمنظمة "فاو"، أن "حدائق الغذاء تنتج أكثر بكثير من مجرد الغذاء"، مضيفاً "إنها تعزز الشمول والإندماج، وتلقن الاستدامة، و توفر مساحة تمكن شباب اليوم من الإلتقاء والتعلم والمشاركة و بناء رأس المال الاجتماعي" وأن البستنة لإنتاج الغذاء فتحت الأبواب أمام "فرص عمل لائقة وحياة كريمة". وكان الرئيس التنفيذي لوكالة الأممالمتحدة المختصة بالغذاء والزراعة يتحدث في حفل أقيم في ميلانو حيث أعلنت منشأة الغذاء المتأني ذات المقر في إيطاليا عن خططها لمساعدة الشبيبة الإفريقي في زرع عشرة آلاف من حدائق الغذاء، بالتوسع في تجربة الألف بستان لإنتاج الغذاء التي زرعت إلى الآن، لدى أكثر من 350 مجتمعاً محلياً على امتداد 38 بلداً. وأكد غرازيانو دا سيلفا و أن حملة البساتين الغذائية في صفوف الشباب وبخاصة في إفريقيا تلائم خصوصاً عام 2014 الذي خصص باعتباره سنة الأممالمتحدة الدولية للزراعة الأسرية - بتنسيق من منظمة "فاو" – و السنة الإفريقية للزراعة والأمن الغذائي. وأشار المدير العام لمنظمة "فاو" قائلاً أن ثلثي سكان إفريقيا يقطنون مناطق ريفية وأن ثلاثة من كل أربعة أفارقة عمرهم 25 سنة أو أصغر سناً. ويعيش ما يقرب من ربع مجموع 842 مليون شخص يعانون الجوع المزمن على الصعيد العالمي في إفريقيا. وذكر غرازيانو دا سيلفا، أن "الزراعة الأسرية هي مسار مهم لإدماج وشمول الملايين من الأسر والمجتمعات المحلية الريفية الفقيرة، وهي ذات أهمية خاصة بالنسبة للنساء والشباب". وأضاف، "فعلى مدى عقود، اعتبر المزارعون الفقراء بمثابة مشكلة ينبغي حلها. ولكن أينما وحيثما تمكن السكان الآخرون والحكومات من منحهم الدعم الذي يحتاجون إليه وليقفوا بأنفسهم على حقيقة أن المزارعين الأسريين هم بالأحرى جزء من الحل، أمكننا أن نشاهد نتائج واعدة". وأوضح المدير العام للمنظمة أن الترويج للحدائق المحلية لإنتاج الغذاء بحيث تشمل أسراً بأكملها من شأنها أن تنقل المعرفة والدراية بالثقافة الغذائية التقليدية من جيل إلى جيل، وتساعد على "تحويل شباب اليوم الى قادة وزعماء الغد، وإلى ناشطين وصناع القرار على المستويات المحلية والوطنية والدولية في خدمة الأمن الغذائي وسياسات التنمية المستدامة". وفي مايو عام 2013، إتفقت منظمة "فاو" مع "منشأة الغذاء المتأنّي" على إجراءات مشتركة للنهوض بسبل معيشة صغار المزارعين وغيرهم من العاملين في المناطق الريفية. وفي إطار مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات تعزم المنظمتان على ضم جهودهما معاً لتعزيز نظم أكثر شمولاً ودمجاً للغذاء والزراعة على المستويات المحلية والوطنية والدولية. وأكد غرازيانو دا سيلفا أن "مشروعات كتلك التي يجري عرضها اليوم إنما تظهر أن بالإمكان بلوغ النظم الغذائية والزراعية المستدامة إذا ما التزمنا جميعاً بها من مزارعين وباحثين، ومدارس، وطلاب، وخبراء تغذية، وطهاة، ومستهلكين".