قال رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس, أن السوريين أوشكوا أن يحلوا محل الأفغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم نتيجة فرارهم من صراع تعاني منه البلاد منذ ثلاث سنوات, ويعاني فيه جيل من الأطفال نفسيا ومعنويا. وقال غويترس, أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, "كانت سوريا قبل خمسة أعوام ثاني اكبر بلد يستضيف لاجئين في العالم, بات السوريون الآن على وشك ان يحلوا محل الأفغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في كلمته بنفس الجلسة، أن السلطات السورية تحاصر ما يزيد عن 200 ألف مدني، فيما تحاصر المعارضة بدورها قرابة 45 ألفا، محذراً من أن مواصلة ذلك سيتسبب على الأرجح بالموت بفعل الجوع. وقال جوتيريس للجمعية العامة التي تضم 193 دولة "يحز في قلبي ان ارى ان هذا البلد الذي استضاف على مدى عقود لاجئين من دول اخرى يتمزق على هذا النحو ويجبر هو نفسه على المنفى". ولجأ أكثر من ثلاثة ملايين سوري لدول الجوار ودول غيرها هربا من أعمال العنف في مناطقهم، وفقا لإحصاءات الأممالمتحدة، حيث يعيش معظم اللاجئين خارج البلاد ظروفا معيشية صعبة، فيما تشير الدول المستضيفة إلى الأعباء الكبيرة التي تتحملها جراء استضافتها أعداد هائلة من السوريين. وسبق أن حذرت الأممالمتحدة من أن عدد اللاجئين السوريين قد يصل إلى حوالي 4,10 مليون لاجئ بحلول نهاية 2014، مناشدة الدول المانحة بتوفير 6,5 بليون دولار لسوريا والدول المجاورة لتقديم المساعدة لإجمالي 16 مليون شخص تضرروا جراء الصراع، في حين دعت دول غربية لإعادة توطين لاجئين على أراضيها. من جهتها, قالت نائبة منسقة الأممالمتحدة لشؤون الاغاثة, كيونغ وها كانغ, في كلمتها إن الصراع السوري اثر على نحو 4.3 مليون طفل وبات 1.2 مليون اخرين من اللاجئين, لافتةً إلى "تعرض الاطفال للقتل والاعتقال والخطف والتعذيب والتشويه والانتهاك الجنسي والتجنيد على ايدي جماعات مسلحة, يتم استخدامهم كدروع بشرية ويعانون من سوء التغذية, تواجه سوريا خطر فقدان جيل من الاطفال". وكانت مفوضة حقوق الإنسان، نافي بيلاي، قالت في نفس الجلسة، إن "4 ملايين طفل في سورية معرضون للقتل"، موضحة أن "جيلا كاملا من أطفال سورية حُكم عليه بالعيش في معاناة". وأضافت كانج "نحن في سباق مع الوقت, المزيد من الاشخاص يذهبون بعيدا مع اشتداد حدة الصراع وانقسام الجماعات المسلحة وزيادة جبهات القتال", مشيرةً إلى أن المنظمات الإنسانية بحاجة إلى الاستعانة بمزيد من عمال الاغاثة وبالخبرات لتقديم اكبر قدر ممكن من المساعدات لأكبر عدد من الأشخاص. وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء جلسة عامة لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، وذلك بعد أن دعت السعودية وقطر وتركيا رئيس الجمعية إلى الانعقاد الفوري للاطلاع على الأوضاع الإنسانية وأوضاع حقوق الإنسان في سوريا. كما أطلقت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف), يوم الجمعة, أكبر نداءاتها الإنسانية بقيمة مليارين ومائتي مليون دولار لمساعدة خمسة وثمانين مليون شخص حول العالم من بينهم حوالي ستين مليون طفل، في حين خصصت 40% منه للأزمة السورية. وتستمر العمليات العسكرية والمواجهات في مناطق عدة من سوريا، الأمر الذي أسفر عن موجات نزوح داخلي ولجوء لدول الجوار ودول أخرى، في ظل تراشق للاتهامات بين السلطات والمعارضة حول مسؤولية العنف وعرقلة الحل السياسي.