قال مسؤولون في وفد جنوب السودان إن الرئيس سلفا كير وصل إلى العاصمة الإثيوبية اليوم الجمعة لإجراء أول محادثات مباشرة مع زعيم المتمردين رياك مشار منذ اندلاع الصراع في منتصف ديسمبر. وكان كير قد أقال مشار من منصب نائب رئيس جنوب السودان في يوليو، مما أشعل الخصومة السياسية بينهما وفجر القتال في منتصف ديسمبر الذي أودى بحياة الآلاف. وكان مشار وصل مساء الخميس إلى أديس أبابا، لكن أحد المتحدثين باسمه شكك في عقد لقاء بين الرجلين الجمعة. وقال المتحدث باسم مشار بيتر غاديت داك إن "رياك مشار سيلتقي رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسيلين ، وستقوم ايغاد (السلطة الحكومية للتنمية) المنظمة المتخصصة بشرق إفريقيا التي تقوم بالوساطة في النزاع بوضع برنامج المحادثات". لكنه أضاف "لا أعتقد أن رياك مشار وسالفا كير سيلتقيان مباشرة اليوم". ويفترض أن يتيح اللقاء تحقيق تقدم في المفاوضات التي تستضيفها العاصمة الاثيوبية لإيجاد حل سياسي دائم للنزاع في هذه الدولة حديثة العهد والتي حازت استقلالها في يوليو 2011. إلا أن المفاوضات لم تفض حتى الآن سوى إلى وقف لإطلاق النار في 23 يناير لم يتم تطبيقه أبدا. وصرح وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال أمام صحافيين في مطار جوبا قبيل مغادرة كير بأن "الرئيس يتوجه إلى أديس أبابا للقاء زعيم المتمردين رياك مشار بمبادرة من رئيس وزراء اثيوبيا هايلي مريم ديسيلين". ويتولى هايلي مريم الرئاسة الحالية للسلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) التي تقوم بالوساطة في النزاع الجاري في جنوب السودان. وتابع ماريال أن "اللقاء سيعيد السلام" ويهدف خصوصا الى "تطبيق وقف إطلاق النار بشكل صحيح ليكون هناك معنى لوقف الأعمال العدائية". وأوقعت المعارك التي صاحبتها مذابح وأعمال وحشية بحق مدنيين من قبل الجانبين آلافاً وربما عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص.