- اعتبر د.محمد حسين أبو صالح رئيس أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والأمنية ،و الخبير الاستراتيجي التحدي الأكبر الذي يواجه الاقتصاديين يتمثل في التنسيق والعمل مع الجهاز السياسي لتأسيس علاقات خارجية تحمي الاقتصاد وتؤسس لأسواق خارجية وتستقطب التكنولوجيا وتوفر التمويل ،مما يؤدي إلى حدوث تبادل استراتيجي بين السودان بموارده مع الأسرة الدولية التي تحتاج إلى الغذاء والطاقة والمعادن. وقال د. أبو صالح في محاضرة حول الرؤية الإستراتيجية للاقتصاد السوداني التي نظمتها إدارة التخطيط الاستراتيجي ببنك السودان المركزي " إن أي بلد لا يستطيع أن يعمل بمعزل عن البيئة الدولية لان الحصول على الحصة الإستراتيجية الضخمة في السوق العالمي تتطلب علاقات خارجية قوية وهذا هو التحدي الذي يواجه الاقتصاديين". وأضاف أن أهم مقومات النجاح للدولة يتمثل في قدرتها على بلورة وتحديد مصالحها الإستراتيجية ومن ثم تهيئة الأوضاع والظروف المناسبة لتحقيقها وتأمينها وهى بذلك تشكل المرتكز الأساسي الذي تدور حوله عمليات إدارة مصالحها في البيئة الدولية . وأوضح أبو صالح أنه إذا نظرنا إلى الأوضاع الاقتصادية الداخلية لمعظم الدول النامية وما تمتلكه من موارد وثروات وما تعانيه من نقص في التمويل والخبرة والتقنية والحصص الإستراتيجية في الأسواق العالمية ، و إذا ما نظرنا إلى البيئة الدولية وما تتيحه من فرص وما يسودها من صراع عنيف حول تلك المصالح ندرك بأن الشراكة الدولية بين الدول النامية والأسرة الدولية تصبح أمرا حتميا يتطلب الاستعداد المناسب لها وأن مجرد الحديث عن وجود فرص في السوق العالمي في ظل امتلاك الموارد الطبيعية لا يكفى لتحقيق الطموحات الوطنية وأن من أهم الترتيبات المطلوبة للاقتصاد بالدول النامية الغنية بالموارد هو الاستقرار الداخلي والأوضاع السياسية وملائمة الأوضاع الاقتصادية والتخطيط الاستراتيجي والسياسات المالية والنقدية . وقال أبو صالح للصحفيين عقب المحاضرة أن الجميع يتطلع لمستقبل واعد للاقتصاد السوداني. وأضاف أن السودان رغم أنه يتمتع بموارد ضخمة وبموقع استراتيجي إلا أن هناك ضعفا في أداء الاقتصاد وهناك مشاكل أمنية كثيرة معظمها تتعلق بصراع وتنافس دولي حول المصالح الاقتصادية في إفريقيا " مما حتم على السودان أن ينتج رؤية إستراتيجية جديدة للاقتصاد يحدد فيها مصالحه وفلسفته الاقتصادية وكيفية زيادة الدخل القومي وتوزيعه بصورة عادلة وكيفية التأسيس لعلاقة بين صغار وكبار المنتجين وهذا يستدعي أن نفكر في قضايا أخرى من بينها ايجاد ميزة نسبية عالمية لتخفيض التكلفة ورفع الجودة وكيف نؤسس علاقات دولية متطورة.