طالب ملتقى تدريبي أقيم في العاصمة البريطانية لندن بوضع استراتيجية ثقافية وتربوية وإعلامية لتكوين الشباب المسلم في الخارج على كيفية معالجة التعصب والطائفية. وقال البيان الختامي للملتقى اليوم، توصلت وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) على نسخته من قسم الإعلام في الإيسيسكو، إن تجديد الخطاب الإسلامي في الغرب يعزز الحوار والوسطية والاعتدال، ويردم الهوة مع أتباع الأديان والثقافات الأخرى، ويحقق الوسطية الثقافية والحضارية البانية للسلم والتعاون، ويصحح الالتباسات الحاصلة عند فئة من الشباب المسلم في فهم بعض المفاهيم الإسلامية مثل "الولاء والبراء"، ومعالجة الصور النمطية والاتهامات المتبادلة بين أجيال المسلمين من جهة، أو بين الدعاة والشباب من جهة ثانية. وأوصى بتوظيف كل الأشكال الروحية والأدبية والفنية والجمالية الإسلامية المعززة لقيم الحوار والسلم في التربية والتكوين الموجهة لفائدة الشباب للحد من كل أشكال التطرف والتشدد والعنف . كما دعا إلى عقد ملتقى سنوي لفائدة الشباب المسلم في الخارج لعرض التجارب الناجحة والممارسات الفضلى في مجال تعزيز ثقافة الحوار والسلم والعيش المشترك، وإنشاء شبكة الشباب العربي المسلم في أوروبا من أجل إرساء ثقافة الحوار والسلم. وأكد على أهمية المقاربة القانونية في النهوض بأوضاع الشباب لاكتساب ثقافة حقوقية تضمن الحصول على المكتسبات والحقوق التي تضمن المشاركة الفعالة للشباب في أوطانهم. كما دعا المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية خارج العالم الإسلامي إلى فتح قنوات مستمرة وفعالة للحوار مع الشباب العربي والمسلم، ورسم السياسات الثقافية والتربوية للمؤسسات الإسلامية لبناء القدرات والمهارات الكفيلة بردم الفجوة القائمة بين الأئمة والدعاة العاملين في هذه المؤسسات من جهة، والشباب من جهة ثانية. ودعا أيضا إلى بلورة آليات للتنسيق والتعاون في إطلاق وتنفيذ مبادرات ومشاريع مدنية تشاركية، تربوية وثقافية وتنموية وبيئية بين منظمة الإيسيسكو والألكسو ومركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهيئات المجتمع المدني الشبابية خارج العالم الإسلامي. وحث البيان هيئات المجتمع المدني العاملة في مجال الشباب خارج العالم الإسلامي إلى تعزيز سبل وآليات التشبيك فيما بينها، وتضافر جهودها، وتكامل اجتهاداتها وتفاعل مبادراتها من أجل تعزيز وتوسيع التعاون والتضامن بين الأقطار الإسلامية والدول الغربية . كما حث جمعيات واتحادات الشباب والطلبة العرب والمسلمين، والمراكز الثقافية خارج العالم الإسلامي إلى الاسترشاد بالتوجهات الاستراتيجية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وخطتها التنفيذية، ووثيقة الأدوار الثقافية للمجتمع المدني من أجل تعزيز الحوار والسلم ضمن صيغ تشاركية واضحة الأهداف والغايات مع السلطات العمومية والحكومات الأوروبية. وطالب من المراكز الثقافية الإسلامية خارج العالم الإسلامي الاستفادة من "الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية" الذي أصدرته الإيسيسكو واعتمده المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة للمرافعة عن حقوق المسلمين الثقافية خارج العالم الإسلامي . وأكد ضرورة سن تشريعات قانونية منظمة للحقوق الثقافية لفائدة الأقليات في الدول الأوروبية وفق مبادئ الحرية والمسؤولية واحترام الكرامة الإنسانية. ورحب بإعلان يوم الثالث عشر من ديسمبر من كل سنة يوماً عالمياً ضد الإسلاموفوبيا، والدعوة إلى إدانة كل أشكال التمييز والعنصرية التي تواجه الأقليات المسلمة في أوروبا، لاسيما الشباب والنساء المسلمات، ودعوة العقلاء والحكماء وقادة الأحزاب السياسية الأوروبية الكبيرة إلى إدانة الاعتداءات الجسدية أو المعنوية والمادية على الأشخاص والمساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، وتفعيل المساطر القانونية والقضائية لمتابعة الجناة. وبمناسبة عقد هذه الدورة مع حلول اليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر، دعا البيان الإيسيسكو والألكسو إلى عقد دورات تدريبية في مجال تعليم اللغة العربية لفائدة الشباب العربي المسلم لحماية وتعزيز الهوية الثقافية واللغوية للمسلمين خارج العالم الإسلامي. يذكر أن الملتقى عقدته الإيسيسكو والألكسو بالتنسيق مع المركز الثقافي الإسلامي يومي 17-18 ديسمبر لصالح تفعيل دور الشباب العربي المقيم في الخارج في إرساء ثقافة الحوار.