- قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن بلاده تقدّر بشدة دعم روسيا، وتريد بناء علاقات أوثق في كافة المجالات على أساس الخبرة التي تملكها البلدان بالفعل، واصفًا الرئيس الروسي ب"الزعيم المتميز والقوي" الذي قدم الكثير لبلاده. جاء ذلك في مقابلة مع نائب المدير العام لوكالة "إيتار تاس" (حكومية) الروسية، ميخائيل غاسمان، نُشرت، الأحد، على موقعها الإلكتروني، قبيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقررة لمصر اليوم الإثنين. وأضاف السيسي: "تؤكد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة رغبة الدولتين في تكثيف وتنشيط التعاون الثنائي". ومضى قائلاً: "يبقى الاستقرار الصفة المميزة للعلاقات المصرية – الروسية منذ فترة بعيدة، وخلال المرحلة الحالية نود أن نعطي هذ العلاقات دفعة بهدف مواصلة التطوير اللاحق للتعاون بين مصر وروسيا.. ولا شك أن زيارة الرئيس بوتين تؤكد هذه النوايا من جانب القاهرة وكذلك من جانب موسكو". وأشار إلى أن الحوار بين موسكووالقاهرة "يتميّز بالموضوعية والمنطق، وترسّخ بيننا التفاهم المتبادل حول المشكلات الإقليمية المختلفة وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب". ووصف السيسي نظيره الروسي ب"الزعيم المتميز والقوي"، مضيفًا: "حسب اعتقادي الرئيس بوتين هو رئيس جيد فعلا.. لقد تمكن بوتين من فعل الكثير لروسيا خلال قيادته لها على مدى 15 عامًا وهو يضطر للتصدي للكثير من التحديات، لكنه رجل قوي، ويخلق انطباعا قويا". وأكد على أن مصر تعرب عن تقديرها لدعم روسيا، قائلا: "لقد قدمت روسيا الكثير لمصر، ونحن نثق بها، ونتمى أن تعيش بلادكم في أمان ورخاء، ويقدر المصريون عاليا قيام روسيا في إحدى الفترات بدعم مصر وخاصة إذا ما تحدثنا عن المؤسسات التي تم تشييدها في مصر وبالأخص السد العالي في أسوان (جنوب مصر)، ومعامل النسيج، ومجمع مصانع الحديد والصلب وكذلك تقديم المساعدات العسكرية لمصر". وأضاف: "كل ذلك تبقى وانطبع في ذاكرة المصريين، وفي الأشهر الأخيرة، زادت العلاقات بصورة كبيرة وخاصة موقف الرئيس بوتين الذي دعّم القاهرة في مسائل مكافحة الإرهاب؛ لأنه يدرك الوضع الحقيقي للأمور في بلادنا، وعلى أساس هذا التفهم يجب بناء علاقاتنا لاحقا". وتابع: "روسيا قامت سابقًا بمساعدة مصر، والآن يجب وعلى أساس الخبرة المتوفرة أن يتم بناء التعاون اللاحق، خاصة أنه توجد لدينا إمكانية للاستثمار ليس فقط في المجال العسكري بل وفي المجالات الأخرى أيضا". ولفت السيسي إلى أن منطقة مشروع "قناة السويس" الجديدة تتمتع بجاذبية استثمارية، وجارٍ العمل في مصر نحو مناطق صناعية ولوجستية وبناء مدن جديدة وتنفيذ مشاريع طاقة، مع الأخذ بالاعتبار الموقع الجغرافي لمصر والموارد البشرية فيها. واعتبر الرئيس المصري أن بلاده يمكن أن تصبح "قاعدة للانتعاش الاقتصادي والمبادلات التجارية ليس فقط مع دول أفريقيا، والخليج، بل ومع الدول الأوروبية أيضا، فأمام الدول المتقدمة إمكانيات كبيرة لإقامة وإطلاق مناطق صناعية حرة ناجحة في مصر، وهو ما سيسمح لاحقا بفتح أسواق ضخمة أمام منتجات هذه الدول". وأوضح السيسي أن "مصر تسعى بضرورة ملحة للتعاون مع كل العالم، فنحن بحاجة إلى بذل أقصى جهد ممكن لتحقيق أهدافنا وتنفيذ أحلامنا على أرض الواقع، ومن المهم جدا أن الرئيس الروسي يشارك تطلعات شعبنا ويساهم في السير قدما في هذا الاتجاه".