- أعرب مساعد الأمين التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا عبد الله هامدوك لدى افتتاح اجتماع لجنة الخبراء تمهيدا للمؤتمر السنوي الثامن لوزراء الاقتصاد والمالية حول تنمية إفريقيا عن ارتياحه للأداءات الاقتصادية التي حققتها القارة في السنوات الأخيرة. وفي كلمته خلال مراسم افتتاح هذا اللقاء المشترك بين مفوضية الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا والذي يتمحور هذا العام حول موضوع تمويل التنمية في إفريقيا قال هامدوك "لقد أصبح الآن معلوما للجميع أن قارتنا سجلت معدلات نمو اقتصادي مهمة على مدى قرابة عقدين من الزمن". وصرح ممثل اللجنة الاقتصادية لإفريقيا أن هذا التقدم أكسب إفريقيا تصنيفها كأحد الإقاليم الأكثر دينامية في العالم مؤكدا أن عوامل هذا النمو تشمل تحسن إدارة توزانات الاقتصاد الكلي والسياسات المالية الحذرة وزيادة الطلب الداخلي التي تعود في جانب منها إلى نمو الطبقة المتوسطة والتوسع الحضري السريع بالإضافة إلى الطلب على منتجات القارة ومواردها الطبيعية خاصة من قبل الاقتصاديات الصاعدة. واعتبر أن الأمل يبقى قائما على الرغم من التطورات الإقليمية والعالمية السلبية الأخيرة مثل وباء إيبولا المتفشي في بعض بلدان غرب إفريقيا وانكماش اقتصاديات الأسواق الصاعدة لاسيما الصين مشددا على أن التوقعات ما تزال تنبئ باستمرار الأداء الاقتصادي الجيد لإفريقيا على المدى المتوسط وبقاء تصنيفها العالمي كثاني أسرع إقليم نموا منذ مدة. وأعرب هامدوك عن أسفه بالمقابل لأن هذا الأداء الاقتصادي الباهر للقارة لا يخدم التشغيل حيث أن نمو اقتصاديات بعض البلدان الإفريقية صاحبته نسب مرتفعة من الفوارق. وأوضح أن "العجز في مجال البنى التحتية واصل التسبب في زيادة تكاليف العمليات في كل القطاعات والحد من قدرة الإقليم على المنافسة. كما ظلت القارة عالقة في فخ الأنشطة ذات القيمة المضافة الضعيفة التي تتسبب في شلل الجهود المبذولة على درب المزيد من الاندماج في شبكة الإنتاج الإقليمية والعالمية وتستمر في الحيلولة دون استفادتها من المزايا الهائلة لمقدراتها ومواردها الضخمة". ولاحظ أن إفريقيا لا تمثل حاليا سوى 8ر1 في المائة من القيمة المضافة في مجال تحويل المواد الأولية مشيرا إلى أن الجزء الأكبر من صادرات القارة نحو باقي العالم يتمثل في النفط (63 في المائة). ونبه إلى أن هذا الواقع لا يمثل طريقا مستداما نحو تحقيق طموحات القارة لضمان الازدهار للجميع. وتابع أن "التحول الاقتصادي والتصنيع ضروريان ويمثلان أفضل سبيل نحو الازدهار الشامل في القارة الإفريقية". وأكد مع ذلك قائلا "ندرك جميعا أن التصنيع والتحول الاقتصادي لن يتحققا بمعجزة وإنما برؤية جيدة بعيدة المدى وبالتخطيط وصياغة الاستراتيجيات". وأشار إلى أنه تم في هذا السياق وضع رؤية بعيدة المدى وخطة تنموية متمثلة في "أجندة 2063" التي تم تطويرها بفضل عملية تشاور بين السكان الأفارقة والمؤسسات ذات الانتماء الإفريقي ومسؤولي القارة. وتبنى رؤساء الدول والحكومات هذه الخطة رسميا خلال الدورة الرابعة والعشرين العادية لمؤتمر الاتحاد الإفريقي المنعقدة في يناير الماضي. يشار إلى أن اجتماع الخبراء المكلفين ببحث الوثائق التي سيتبناها الوزراء سيختتم أعماله غدا الجمعة. أما المؤتمر الوزاري فسينعقد يومي الإثنين والثلاثاء القادمين. ع ح