- صرح الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو خلال المؤتمر الدولي الذي تستضيفه برازافيل حول مكافحة الاتجار غير الشرعي بموارد الحياة النباتية والحيوانية البرية في إفريقيا أن "الغابات والحياة البرية جزء من التراث الإفريقي المشترك إلا أنها بصدد الزوال بوتيرة مثيرة للقلق". وقال ساسو نغيسو أمام المندوبين المشاركين في هذا الاجتماع الذي تستمر أعماله أربعة أيام تحت إشراف الكونغو بالشراكة مع مفوضية الاتحاد الإفريقي "يجب علينا العمل معا كقارة واحدة لحماية تنوعنا البيئي الفريد من نوعه وتركه للأجيال القادمة وصياغة حلول جماعية قوية لمواجهة هذه الكارثة". وتفيد بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومكتب الأممالمتحدة حول المخدرات والجريمة وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة ومنظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) أن الخسائر الناجمة عن جرائم الحياة البرية بما يشمل الغطاء النباتي والحيوانات مقدرة بمئات المليارات من الدولارات الأمريكية. ويهدف المؤتمر وفقا لمنظميه إلى تطوير خارطة طريق لإنهاء الاتجار غير القانوني بموارد الحياة البرية في القارة مع السعي للدفع قدما بأول إستراتيجية إفريقية وخطة عمل من نوعهما لمكافحة هذه التجارة غير الشرعية. ومن المقرر رفع خطة العمل إلى القمة المقبلة لقادة الاتحاد الإفريقي المزمع تنظيمها في يونيو 2015 بجنوب إفريقيا. ويتسبب تهريب موارد الحياة البرية في تقويض التنوع البيئي والأنظمة البيئية وتهديد التنمية وتعرية وسائل عيش ملايين المواطنين الأفارقة. كما يؤدي إلى انعدام الأمن وتغذية النزاعات والفساد ويحرم البلدان الإفريقية من مواردها ويرهن سلطة القانون ويثير النعرات في المجتمعات. يشار إلى أن مؤتمر برازافيل يجري تنظيمه بدعم من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة والاتفاقية الدولية حول الاتجار بأنواع الحياة النباتية والحيوانية البرية المهددة بالخطر والمصرف الإفريقي للتنمية وفريق عمل اتفاق لوساكا ومكتب الأممالمتحدة حول المخدرات والجريمة. من جانبها قالت مفوضة الاتحاد الإفريقي حول الاقتصاد الريفي والزراعة رودا بيس توموسيم "نتوقع الحصول مع اختتام هذا الحدث على خارطة طريق واضحة تقود نحو إستراتيجية قوية تتبناها وتقودها إفريقيا". وتابعت أن "الوثيقة ستسعى لتفعيل العمل الجماعي العابر للحدود وستقدم حلولا عملية داخلية على درب الاجتثاث النهائي للصيد الجائر والاتجار غير القانوني بموارد الحياة البرية". ومن جهته صرح المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أشيم ستينر أن "إستراتيجية إفريقية يطورها الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء تركز على احتياجات القارة هي خطوة في غاية الأهمية إلى الأمام". وأضاف أن "تطويرها سيتطلب التزاما كاملا من الدول الأعضاء وتنفيذها سيستوجب دعما دوليا مضطردا وشبكات إعلام قوية ومناشدة ومساءلة أفضل وقوانين وآليات مناسبة لضمان التصدي بشكل تام لهذه المشكلة". من جهتها اعتبرت مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي هيلين كلارك أن "الاتجار بموارد الحياة البرية ومنتجات الغابة يطرح تحديات أمنية وبيئية وتنموية خطيرة". وأوضحت أن "التصدي للفقر في الأرياف وتعزيز الحكامة وسلطة القانون واجتثاث الاتجار غير الشرعي بموارد الحياة البرية عوامل رئيسية لمواجهة هذه التهديدات وعناصر أساسية لتحقيق رؤية إفريقيا حول التنمية المستدامة". وستنظم مؤسسة المحافظة على الحياة البرية بعد اختتام أعمال مؤتمر برازافيل يوم 30 أبريل الجاري مراسم حرق لكمية من الأخشاب وأنياب الفيلة التي تم حجزها.