القراء الأعزاء.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. أسعد الله صباحكم بكل خير، راجية من الله تبارك وتعالى أن يسدد الخطى، ويُبارك الجهد ويحفظ الشباب ويهديهم إلى سواء السبيل. في عددنا لهذا اليوم واستجابة لرغبة القراء أواصل ما انقطع من الأمراض المعدية الجنسية وخاصة مرض: - هو أكثر الأمراض البكتيرية المعدية انتشاراً في الوقت الحاضر، يصاب به «200-250» مليون شخص كل عام، معظمهم في ريعان الشباب. -يُعد هذا المرض من أهم الأسباب التي تؤدي بالمصاب للعقم، حتى أن البروفيسور «سومرز» يُسميه بالمعقم الأكبر الذي يحرم بعض مرضاه من نعمة الصحة والولد. - وهذا المرض تسببه جرثومة صغيرة جداً لا تُرى بالعين المجردة، تسمى «نايسيريا قنوريا» وهي بيضاوية الشكل وتُرى تحت المجهر بكثرة داخل كريات الدم البيضاء في السائل الصديدي الذي ينزل من الجهاز التناسلي للرجل والجهاز التناسلي للمرأة. المصابين: - هذه الجرثومة حساسة جداً للحرارة والجفاف، فهي تموت بسرعة في درجة حرارة الغرفة، ورغم أن درجة حرارة الحيوانات تشبه درجة حرارة الإنسان، إلا أنها لا تعيش إلا عليه، ولا تسبب مرض السيلان إلا للإنسان فقط دون مخلوقات الله «سبحان الله». طرق العدوى: - ينتقل هذا المرض من إنسان لآخر بالاتصال الجنسي، لهذا فنسبة انتشاره كبيرة في الأوساط المتحللة جنسياً، إلا أنه في بعض الحالات النادرة ينتقل من الأم المصابة به إلى عيون طفلها أثناء عملية الولادة. - خطورة المرض تكمن في أن بعض جراثيمه تقاوم الأدوية ولا تتأثر بها. سيناريو المرض: عندما يصاب الرجل بهذا المرض نتيجة اتصاله جنسياً بامرأة مصابة به، تنتقل هذه الجراثيم إليه ولا يشعر بها قبل مرور «3-5» أيام، حيث تكون قد نفذت على الأنسجة الحساسة في الأحليل وأتلفت خلاياه وتضاعفت أعدادها إلى مئات الملايين. - أول أعراض هذا المرض هو شعور غير مريح في الأحليل يتبعه سائل صديدي أصفر يبدأ بالتقاطر من الفتحة التناسلية للذكر، وهذا السائل مملوء بجراثيم هذا المرض، في هذه الحالة يكون المريض معدياً جداً وينقل المرض لأية امرأة يتصل بها جنسياً، ولأنه يدخل إليها جراثيم المرض مع المني إلى المهبل، ليضعها في البيئة التي يمكن أن تعيش وتتكاثر فيها. - ويشعر المريض بضيق وحرقان عند التبول، وتحمر المنطقة المحيطة بفتحة الأحليل نتيجة للالتهاب، ويتقدم الالتهاب صعوداً حتى يصل بعد «10-14» يوماً إلى نهايته المتاخمة للمثانة، فتلتهب هي الأخرى فيزداد الحرقان وألم التبول، يصاحب ذلك صداع وحمى وإنهاك عام نتيجة للسم الذي يخرج من الجرثومة ويصل إلى الدم. - إذا لم يعالج المريض، تزداد حالته تعقيداً، حيث ينتشر المرض إلى أجزاء أخرى من الجهاز التناسلي، فتلتهب غدة البروستاتا وغدد كوبر والقنوات المختلفة المتصلة بالأحليل، التي ربما تغلق من شدة التورم الداخلي، ثم يصل الالتهاب إلى الحويصلات المنوية، وعندها تصبح العملية الجنسية مؤلمة جداً «وهذه قد تكون شكوى أساسية لبعض المرضى»، وهذا يؤدي غالباً إلى العقم، ويمتد الالتهاب إلى الخصيتين وتتورم كل خصية تورماً خطيراً ربما يتلفها، وعندها يصبح المريض عقيماً لا محالة. - كما قد تظهر بعض الأعراض من آلام شديدة عند التبرز وينزل الدم والصديد مختلطاً بالبراز «في حالة الشذوذ الجنسي». - والالتهابات التي يسببها هذا المرض للمصابة تمتد إلى عدة جهات داخل جهازها التناسلي وخارجه، فتصل غدة بارتولن فتتورم وتصبح حمراء ومؤلمة، وقد تصعد أيضاً الجرثومة إلى عنق الرحم بعد التهابه فتمتد إلى تجويفه، ثم إلى قنات فالوب غالباً أثناء الدورة الشهرية، وقد يصاحب هذه الأعراض حمى وصداع وآلام شديدة في أسفل البطن، ثم يمتد إلى المبيضين وربما يؤدي إلى إغلاق القنوات فتصبح المرأة عقيماً أيضاً وتحرم من نعمة الإنجاب، وقد تصاب بالتهاب في الشرج والمستقيم نتيجة للسائل الذي يخرج من الفتحة التناسلية للمرأة أثناء نومها. - أيضاً وجود جرثومة هذا المرض في المجرى الذي يسلكه الطفل أثناء ولادته يجعل هذه الجراثيم تدخل عيون الطفل فتلتهب بعد «2- 5» أيام على الولادة بظهور إفراز مخاطي على جفون الطفل مختلط ببعض الدم، ثم تتورم العينان وتتقرح القرنية وتسوء حالة الطفل. - ويمكن لجرثومة هذا المرض أن تصل إلى أي مكان في الجسم عندما تدخل الدورة الدموية «قد تسبب التهاب السحايا والتهاب الكبد وقد تصيب أيضاً القلب وصماماته». الوقاية خير من العلاج: - ممارسة الجنس بطرقه الشرعية والالتزام بالحياة الأسرية القيمة. - إذا شك أحد الزوجين بإصابته بالسيلان، يجب أن يتوقف عن ممارسة العلاقة الزوجية ومراجعة الطبيب المختص لمعالجته ومعالجة شريكه. - يعالج المريض بالسيلان بالمضادات الحيوية الفعالة، ويعتمد استخدام المضاد الحيوي على وجود الميكروبات المقاومة له والجرعة على حسب الحالة المرضية، والمضاد الحيوي الذي تم اختياره. متعكم الله بالصحة والعافية