على الرغم من صعوبة إطلاق كلمة ظاهرة على أي سلوك، أو على أي شيء ما لم يصل لمرحلة معينة، إلا أنني اليوم أريد أن أطلق كلمة ظاهرة على النسيان- نعم النسيان- فقد أصبح قضية خطيرة تهدد حتى صغارنا وشبابنا، بل إن الاعتذار بالنسيان أصبح أمراً عادياً ومقبولاً لدى الجميع.. ولا أدري ماهي المشاكل الصحية المتعلقة بذاكرة الإنسان، ولوقت قريب كنت أظن أنني مصابة بالزهايمر لكثرة نسياني، وكنت أعتقد أنني الوحيدة التي تعاني منه.. ولكن بعد فترة اكتشفت أن ما أعاني منه ليس زهايمر، وقد يكون أضطراباً في إحدى (الذواكر)، لكنه بالطبع ليست الذاكرة التي يسبب تلفها الزهايمر، كما أنني وجدت نفسي لست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، وإنما كثيرون ممن هم في عمري أو أصغر قليلاً أو أكبر قليلاً، وكل هذه الفئات العمرية يجب ألاَّ تصاب بداء النسيان، فالوقت مبكر وهي في ربيعها ولا تحتمل النسيان. المهم سادتي كنت دائماً ما أحاول التعرف على الطرق التي يتبعها الناس حتى يخرجوا من نفق النسيان المظلم، بعد أن طلبت ممن حولي تذكيري وألاَّ يأخذوا في خاطرهم إذا نسيت ما طلبوه مني.. أما إحداهن فقد قالت إنها تستعيض عن ذاكرتها بذاكرة خارجية، وتكتب في الأجندات وفي ذاكرة الموبايل.. وأخرى قالت إنها تتعامل حسب الموجود أمامها، وأنها إذا نسيت الشخص الذي أمامها تسلِّم عليه بنفس درجة الترحاب الذي يبديه حتى لا يظن أنها لم تتعرف عليه.. ومن خلال الحديث معه استدرك أين التقيته.. هل في المدرسة أم الجامعة أم في مكان العمل. بالمناسبة لابد من وضع هذه القضية في الإعتبار، وأن ندرسها على مستوى الاختصاصيين، حتى لا تتطور المشكلة وتفوت حدها.. فالنسيان أمر خطير يرفع الله به الاثم عن الإنسان، حيث لا تعتمد خطيئتك إذا كنت ناسياً، فيا أهل الاختصاص أفيدوني قبل أن نصل للزهايمر.