لا أستطيع القول أن خيار «جيراننا» الأخوة الجنوبيين للانفصال قد ابتلعناه دون حزن دفين.. و انطوت على ذلك بعض السلوكيات التي بادر بها هؤلاء نحونا فيما يشبه العداء السافر وتضمينهم لنا في طي واحد مع المستعمر حتى بات انفصالهم منا كأنه استقلال... المهم فات الوقت والزمن على هذا الحديث ولكن قبل عدة أيام التقيت صديقتي من الدولة المجاورة القادمة وهي مازالت بيننا فسألتها «اها ناوية على أيه؟» فقالت «إلا تطردونا...» فقلت لأول مرة والضيق يمتلكني ويحتشد جواي «انحنا قبيل طردناكم؟..».. قاتل الله السياسية التي جعلتنا نؤمن ببتر الأرض كما تبتر الأعضاء في رحلة البحث عن علاج ولو مؤلم.. ولكني والله حتى الآن أحزن لفراق الأرض وإن قسى إنسانها.. (اها) قالت لي «نحنا ماكنا دايرين الانفصال لكن نعمل شنو نحنا عددنا بسيط...» فقلت لها «خير يا زولة القرار قرار غيرنا والشر يعم»... هس.. ما تكلم زول! «والله كان شفت الزول القالوا عليهو زول تمام طلع ماسورة... والله الأيام دي شغال شغل القرف.. قال ليك ينقل في دا ويزح دا وأي زول في المؤسسة يقول بغم طوالي يقوم يوديهو سقط لقط.. وما سمعت أخر أخبارو.. أها.. وس.. وس وس... وس.... عليك الله ما تكلم زول.. اكان عرف بغطس حجري.. مع السلامة» وعبده يعيد ذات العبارة كلما التقى أحداً ويستحلفه بالله أن لا يذيع السر حتى لا يروح فيها.. وهو على تلك الحالة إلى أن قادته المصادفة في ملم ما لأن يحكي ذات القصة في مديره لأحد الجالسين والمصيبة ان ذلك الجالس «طلع نسيب المدير» وقد حكى له عبده «أن المدير طالع نازل مع الموظفة سلوى... وقال ليك بنى ليهم بيتهم وسفر ليك أمها للخارج للعلاج و... و... وس وس.. وعليك الله ما تلكم زول.. أها هس.. سيادتو ماشي علينا..» وهس.. وهس إلى أن تقوم قيامة (عبده) الوسواس وانتوا ذاتكم هس هس. الكجار! قالوا عليهو من قام كجار.. بحب الجو المشحون.. ما بقدر يقعد في هدوء كل مرة يخلق ليهو (دراما) تدور المنطقة كلها... خاصة بعد ما قصد ناس الحي.. والأمر عنده مجرد (لفح العمة) وطقطقة الأبواب بالعكاز و«النار ولعت»... أكان «زيد» عنده مشكلة مع (عبيد).. يبدأ يومه من عند ناس (زيد) وينهيه عند ناس (عبيد) والعكس بالعكس والحكمة الإلهية أن زوجته طبق الأصل من نسخته اياها... والحكمة أنهما يؤديان صلاة الصبح حاضرة بالمسجد ويبدآن في تداول الأعراض وإثارة البلبلة مع كوب الشاي الصباحي ويفترقان في دروب الحي شمالاً وجنوباً ويلتقيان عند الغروب كل واحد منهما محمل بأثقال من الذنوب.. شفاهما الله. آخر الكلام قدرما كان الإنسان خيِّراً في محيطة قدر ما كانت حياته مربوطة بمعايير أخرى يصنعها أخرون.. ربما أصابوه في مقتل وفرقوا به السبل... ولكن لابد من قليل تكتم.. أها.. هس والخمسة في الاتنين.. مع محبتي للجميع