السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد تابعت وأتابع كتاباتك بشمس المشارق وكذلك إضاءات طه النعمان.. واقرأ بعد ومسافة للأستاذ/ مصطفى أبو العزائم.. أقلامكم ثرة وحروفكم مجمعة بأسلوب معجز.. واستشهاداتكم دقيقة.. فليعذرني الآخرون من كتاب الصحيفة، فبعد العناوين الكبيرة بالصحيفة أقرأ بهذا الترتيب وما أحب أن أورده هنا هو رغم أننا جميعاً نستشهد بالقرآن الكريم والسنة النبوية.. إلا أنه يبدو لي عدم إلمامنا التام بمعاني بعض آيات القرآن الكريم.. عذراً أيها السادة، فهذا ليس انتقاصاً لعلمكم ولا ادعاء لمعرفتي.. ولكنه واقع كتاباتكم، بل ومعظم كتابات كتاب الصحف السودانية. يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير» آية «26» سورة آل عمران، هل هذه الآية ليست واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؟.. إذن لماذا كل هذا الهرج والمرج والعنتريات من بعض الحاكمين؟ «الزرعنا يجي يقلعنا».. الأمر أمر الله كله لا ثورات ولا أحزاب ولا اضرابات، نعم الأمر كله بيد الله.. وما بين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال.. وأمر الله يجيء إذا تفشى الظلم وطغى الحكام والملوك وتجبروا وظنوا أن حصونهم مانعتهم وأنهم دائمون ما دامت لهم الحياة.. يجيء أمر الله ضحى وهم يلعبون أو بياتاً وهم نائمون.. أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، يجيء أمر الله فتدك تلك الحصون ويذهب الحكام والملوك ليأتي غيرهم بأمر الله. أما نحن الدهماء.. فإن لم نصلح العمل ونعود لله فننتهي بنواهيه ونأتمر بأوامره.. نقيم العدل بين الناس وننصر المظلوم ونلتزم بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. ونكون سواسية كأسنان المشط في كل أمور الحياة.. سلط الله علينا معيشة ضنكة.. فما لكم كيف تحكمون؟.. هي أيام معدودة وأنفاس محسوبة فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرى ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرى.. فوالله لولا أطفال رضع.. وبهائم رتع.. وشباب خشع ومشايخ ركع.. لأنزل الله البلاء بنا أكثر من ذلك.. فتوبوا إلى الله يرحمكم الله ولنعد الأمر كله لله وحده ونعم بالله.. أخوك/ خالد حسن عبد الله عامر المهندسين/ أم درمان من المحرر الأخ الأستاذ/ خالد لك التحايا.. ومن قال إننا لا نلم إلماماً تاماً بمعاني بعض آيات القرآن الكريم.. كلا وألف كلا.. نحن والله والحمد والمنة لله نعرف ونلم ونعي تماماً بآيات الله البينات.. ونعرف أحكام القرآن الذي أنزله الله قرآناً عربياً مبيناً.. نعلم ذلك ونعرف كل ذلك.. ولكن يبدو أن الأحبة في الضفة الأخرى هم الذين لا يعلمون.. وأعني بهم بعض الذين امتلكت واستعمرت قلوبهم وعقولهم وأرواحهم تلك الثقة والجرأة على الحق.. فظنوا أنهم خالدون مخلدون في كراسي الحكم لا ينزعهم منها أحد كائناً من كان.. إنهم يراهنون على القوة والحصون والقلاع.. غير آبهين ولا متذكرين ولا متعظين بتلك القصص التي وردت في القرآن الكريم.. وهي تصور كيف ينزع الله الحكم من المتجبرين في غمضة عين وانتباهتها.. وبالله عليك هل هناك جرأة أكثر من قول أحدهم إن الإنقاذ سوف تبقى مائة عام من الآن.. وهل هناك جرأة أكثر من قول ذاك الذي قال إن الإنقاذ لن تسلم الحكم إلا عند نزول المسيح عليه السلام.. صديقي خالد.. إن السلطة قد عمت أبصار وقلوب هؤلاء.. ولأن الله يضع سره في أضعف خلقه.. فدع كلماتك وكلماتي تكون فاتحة خير لهم ولنا وللوطن.. وكلماتنا لهم هي.. بالله عليكم تدبروا واعتبروا بقصص الهلاك التي أوردها القرآن. ولك ودي مؤمن