مع بداية فصل الصيف تبدأ سنوياً رحلة الهواجس والقلق من الاصابة بأمراض الصيف المتمثلة في السحائي وضربة الشمس والاسهالات والالتهابات والملاريا. فالسودان من بين 12 دولة تدخل في حزام السحائي وتأثر بآخر وباء في العام 1999م، فالصيف يزأر والمواطنون يتساءلون أين هي حملات التطعيم ضد مرض السحائي، والسلطات الصحية تلوذ بالصمت.. حاولت (آخر لحظة) إيجاد إجابات من قبل ادارة الوبائيات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، ولكنها رفضت بجانب عدم وجود أي رد من إدارة الامدادات الطبية. بداية أبدى عدد من المواطنين لآخر لحظة تخوفهم الشديد من الاصابة بمرض السحائي، وضربات الشمس مع الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة وغيرها من أمراض الصيف الأخرى، مع انعدام حملات التطعيم، وشح المياه بسبب القطوعات بأحياء ومناطق الولاية، مما حال دون التخفيف من حرارة الجو بالرش والاستحمام بجانب تخوفهم من تلوث المياه، وعلى أطفالهم متسائلين لماذا توقفت حملات التطعيم التي كانت تنظم بالمدارس ورياض الأطفال والخلاوى، نهاية العام الدراسي، والأحياء.. مشيرين لعدم ظهور المسؤولين وتصريحاتهم إلا بعد وقوع الفاس في الرأس بعد حدوث وباء أو حالات اصابة، محملين هذا القصور الكبير للدولة ممثلة في وزارة الصحة والامدادات الطبية لعدم توفيرها للأمصال سنوياً. سوق أسود وحتى في حالة توفرها (سوق أسود) كما حدث في الأعوام السابقة عازياً ذلك لانعدام الدورالرقابي من الجهات المسؤولة، فيما أكد عدد من اختصاصيي الباطنية لآخر لحظة أهمية تطعيم المواطنين من مرض السحائي، خاصة وأنه مرض خطير وتكثيف برامج التوعية والابتعاد عن الازدحام والاهتمام بالنظافة، بغسل الأيدي جيدا قبل تناول الطعام لتفادي الاصابة بأمراض الصيف الأخرى من اسهالات وعدم التعرض لأشعة الشمس لتجنب الإصابة بضربات الشمس، والاكثار من شرب كميات كبيرة من السوائل والاستحمام، موضحين أنه مرض معدٍ وتنتقل العدوى عن طريق العطس بجانب مايحدثه من مضاعفات وآثار جانبية من ضعف السمع وعدم المقدرة على النطق والتشنجات والوفاة أحياناً. كانت قد عزت ادارة الوبائيات بوزارة الصحة الولائية العام الماضي لآخر لحظة عدم تنفيذ حملات التطعيم منذ العام 2008 بسبب الميزانيات، مشيرة لتوقفها طوال الأعوام الدراسية (2003- 2004-2005) وأن آخر الحملات بالنسبة لتلاميذ مرحلة الأساس والخلاوى ورياض الأطفال في العامين 2006- 2008 اضافة لعدم تنفيذها بالمناطق السكنية لشح التمويل. وأوضح الأطباء أن ضربة الشمس تحدث بسبب التعرض لدرجات حرارة عالية لفترة طويلة مما يؤدي لنقص في الأملاح، بسبب العرق الكثير كما أن تأثير درجة حرارة الجسم يؤدي للاصابة بمرض السحائي، ذاكرين لآخر لحظة أن دور المستشفيات علاجي وأن عملية التطعيم مركزية خاصة بالطب الوقائي وفترة حضانة المرض من يوم الى عشرة أيام وعادة أقل من 4 أيام، وقالوا ان عقبة الوباء حسب موجهات منظمة الصحة العالمية يكون الوصول اليها في حالة رصد أكثر من 5 حالات بين 100000 شخص من السكان على مدى أسبوعين متتاليين، وزادوا أن الإصابة بالاسهالات تحدث لأسباب مختلفة نتيجة لتلوث مياه الشرب الناجم من كسورات المواسير والقطوعات لفترة طويلة، ومجئ المياه مندفعة حاملة معها الكثير من الأشياء اضافة لعدم غسل الخضر والفواكه جيداً. وكان قد أكد مدير الامدادات الطبية السابق ل (آخر لحظة) بأن الأمصال آمنة وتكفي كل السودان، وليس هناك مجال لتداولها في السوق الأسود، ولكن مايحدث يدعو للدهشة والاستغراب .. لماذا لم تنفذ حملات التطعيم والمصل رغم تداولها في السوق الأسود الأعوام السابقة... افيدونا أفادكم الله.