مع ارتفاع درجات الحرارة تزداد المخاوف من انتشار أمراض الصيف خاصة التهاب السحائي ويعتبر السودان أحد دول حزام التهاب السحائي الإفريقي الذي يقع في المنطقة جنوب الصحراء الكبرى ويمتد من إثيوبيا شرقاً الى السنغال غرباً. ويحدث وباء السحائي في شكل دوري كل (8-12سنة) وآخر وباء حدث في السودان كان العام 1999م، حيث فاق عدد الحالات (000ر33) حالة بنسبة وفاة (2ر6%) وبذلت وزارة الصحة الاتحادية جهوداً كبيرة منذ ذلك العام لمحاصرة المرض بإطلاق حملات تطعيم سنوية للفئات الأكثر عرضة ودرجت وزارة الصحة بولاية الخرطوم على تنفيذ استراتيجية سنوية بتطعيم ثلث سكان الولاية وبالتركيز على طلاب المدارس والنازحين والمساجد. دكتور طلال الفاضل مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم قال في تصريحات صحفية إن الوزارة وضعت خطة مبكرة للاستعداد لوباء السحائي وذلك من خلال تفعيل نظام الترصد المرضي وتوفير الفحص المعملي للعينات وقيام حملات وقائية وفي هذا الإطار جرت عملية تطعيم شامل لمحلية الخرطوم. وتم تقسيم الولاية الى قطاعات ولا يوجد تخوف من السحائي الذي ينتشر طوال العام خلافاً لالتهاب السحائي الوبائي. وأكد أن الوزارة تلتزم بموجهات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بالتطعيم. لافتاً الى أن الوزارة تهتم بشكاوى المواطنين ولذلك تركز الخطة على التثقيف الصحي وتجنب المواطنين الأماكن المزدحمة. وفي السياق أعدت وزارة الصحة الاتحادية خطة مبكرة لأمراض الصيف خاصة التهاب السحائي والإسهالات المائية من خلال خطة اشتملت على محاور تتمثل في وضع خطط استعداد وتصدي بالولايات وتفعيل نظام الترصد المرضي بالولايات وتوفير الفحص المعملي للعينات وتوفير مخزون استراتيجي من الأدوية والأمصال والإشراف والتدريب الاتحادي للولايات والتثقيف الصحي فضلاً عن إنشاء وحدة مركزية للتدخل السريع في حالة ظهور الأوبئة والترصد المبكر بالتعامل مع الحالات وتوفير احتياطات من الإمداد الدوائي. وقال د. كمال عبد القادر وكيل وزارة الصحة الاتحادية إنه تم توفير (650) ألف جرعة سحائي والدعم اللازم لتكملة الحاجة المتبقية لمواجهة أمراض الصيف. مضيفاً في تصريحات صحفية أنه تم تأهيل المعامل خاصة أن استراتيجية الوزارة ترتكز على الوقاية وعدم انتظار الكوارث وتعتبر الوحدة المركزية للطوارئ في حالة استعداد للتدخل عند ظهور أي طارئ وذلك بالتنسيق مع الولايات. وأبدى وكيل وزارة الصحة ارتياحه للاستعداد المبكر لمواجهة أمراض فصل الصيف، بالاضافة الى تكثيف الجهود لتحسين مصادر المياه «الإسهال المائي» بالتنسيق مع الجهات الاخرى، مؤكداً ان استراتيجية الوزارة ترتكز على توفير مياه نقية بالاضافة الى تكثيف الجهود مع الولايات لترقية صحة البيئة خاصة التخلص من النفايات. وقال إن الوزارة وضعت خطة لضمان اكتمال إجراءات الاستعداد المبكر وذلك بتنفيذ الأنشطة في فترة محددة تتمثل في طباعة وتوزيع موجهات التعامل مع التهاب السحائي وطباعة وتوزيع استمارة التقصي والبلاغات وتوفير أجهزة الاتصال وتوزيع جرعات مصل السحائي في مناطق ظهور الحالات، بالإضافة الى زيارات إشرافية لتقييم الوضع الحالي بالولايات وتحديد الجرعة للموسم القادم بالاضافة الى تدريب الكوادر العاملة بإدارات الوبائىات بالولايات. وأشار الى أنه تم تنظيم مؤتمر تنسيق لمديري الوبائىات في كل الولايات لتقييم الوضع الصحي والرصد للوبائيات وعمل التحوطات اللازمة لدرء الوباء قبل وقوعه والتعامل مع الأمراض الوبائىة مبكراً، وذلك بالتنسيق مع الولايات.. وقد رفعت وزارة الصحة الاتحادية درجة حالة الطواريء بعد ظهور حالتي سحائي بولاية شمال دارفور في معسكرات النازحين. وأكد خبراء الوبائىات ضرورة رفع درجة التأهب والاستعداد لأمراض الصيف الاخرى، خاصة انه منذ الثمانينات أصبحت الفترات التي تفصل بين الأوبئة أقصر وأقل انتظاماً. وذلك نتاج طبيعي لسهولة حركة المواصلات واختلاط المجموعات السكانية، وتسبب التهابات السحايا جرثومة المكورة السحائىة التيسيرية. وأشار الخبراء أنه في العام 2000ظهرت حالات وبائىة ناتجة عن المجموعة المصلية في «WI35» افريقيا، وتم اكتشاف هذا النوع المصلي لجرثومة السحائى وهو غريب على البلاد وظهر بالسودان لأول مرة في أبريل من العام 2005م، وتسبب في وباء محدود في منطقة سرف عمرة بشمال دارفور وتكرر ظهوره في العام 2006م بمنطقة زالنجي بغرب دارفور وفي العام 2007م بمنطقة الضعين بولاية جنوب دارفور مسبباً وباء محدوداً. وأكد خبراء الوبائىات فيما يخص تكرار دورة الوباء بصورة كبيرة كل «8-12» عاماً مع الأخذ في الاعتبار ان آخر وباء كبير كان في العام 1999م ولذلك يتوقع حدوث وباء في العام 2008م.