بعد اطلاعي على الإعلان الصادر عن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتدريب المهني والتلمذة الصناعية في وزارة العمل، عن وحدة تنفيذ مشروع مركزي التدريب المهني كادوقلي والدمازين في صحيفة الانتباهة الغراء، في عددها الصادر يوم الأحد السابع عشر من أبريل من العام الجاري 2011م، غمرتني فرحة وسعادة، فهذا خبر عظيم.. فإنشاء مثل هذا المركز يسر كل مهتم بشأن ولاية النيل الأزرق وأبناء الولاية خاصة أن فيها عدداً مقدراً من الفاقد التربوي نتيجة عدم الاستقرار في الدراسة بسبب الحرب الأهلية التي لازمت الولاية لأكثر من عشرين عاماً، الأمر الذي جعل منافسة أبناء الولاية لرصفائهم في المواقع المستقرة غاية في الصعوبة، وفي المثل (صنعة في اليد أمان من الفقر).. وهذا ما كنا نرجوه للفاقد التربوي في الولاية، وهو تدريبهم حسب الكفاءة والرغبة والموهبة على مهنة تمكن أياً منهم أن يكسب لقمة عيشه حلالاً طيباً فينفع نفسه وأهله ومنطقته، وإذا هاجر من الولاية نقل خبرته وصنعته إلى الجهات التي هاجر إليها فأفاد واستفاد، وحقيقة الأمر فقد سبق أن ناديت بضرورة إنشاء مركز للتدريب المهني في مدينة الدمازين في الربع الأول من العام 1999 إلى العام الأخير من القرن الماضي، فكانت سعادتي في رؤية الحلم على وشك أن يتحقق بفضل المنحة المقدمة من الصندوق السعودي للتنمية، وذلك بعد فضل الله سبحانه وتعالى، وأنها لمنحة تستحق من شعبي جنوب كردفان والنيل الأزرق إشادة بالصندوق، فله الشكر أجزله بصفة خاصة وللمملكة العربية السعودية بصفة عامة، ولخادم الحرمين الشريفين الدعوات الصالحات بأن يجعل تبارك وتعالى ذلك في ميزان الحسنات، ففي الحديث الشريف من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وهنا تفرج المملكة العربية السعودية عبر صندوقها المخصص للتنمية، كرب العديد من أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق لتصبح بذلك صدقة جارية، فالمنفعة عليهم وعلى أهليهم وعلى سائر المنطقة، وقد تتسع دائرتها. تتوفر لمعهد التدريب المهني في الدمازين فرص النجاح، وذلك لوجود المواد الخام فالأيدي التي في حاجة إلى تدريب كثيرة، والكهرباء موجودة للتدريب على مستخرجاتها من كهرباء عامة، وكهرباء سيارات، وكهرباء أعمال التبريد وأعمال اللحام والحدادة والبرادة، وكل المهن التي تدخل فيها الكهرباء، وهناك غابات لا بأس بها للتدريب على أعمال النجارة في الأثاث وغير الأثاث كالأبواب والشبابيك، وكل ما يرتبط من عمل بالأخشاب، ثم أعمال البناء وفنياتها من توصيلات الكهرباء وأعمال السباكة.