السبت 28 مايو 2011 سيبقي يوماً استثنائياً في يوميات وحياة الكثيرين ممن يهتمون بالنجاح وتتويج رحلة المعاناة في الحياة بعمل يؤكد قدرة الإنسان على صناعة الحياة وإدارة النجاح شريطة أن تتوفر بداخله قوة هائلة من تقديره لذاته وثقته في نفسه كإنسان!! في أمسية ذلك اليوم تسمر الملايين أمام شاشة التلفاز لمتابعة حدثين سجلا أعلى نسبة مشاهدة ستبقى رقماً قياسياً عالمياً في تاريخ الفضائيات الحديث .. الحدث الأول .. أوبرا وينفري تقدم الحلقة الأخيرة من برنامجها الذي استمر لمدة 25عاماً سكبت خلالها جهدًا إنسانياً لا مثيل له ساهمت من خلاله في بث الأمل في حياة ملايين البشر ممن تابعوا القصص الواقعية التي كانت تعرضها عبر استضافة أناس تتشابه تفاصيل قصص نجاحهم وخيباتهم وانكساراتهم واعترافاتهم الصادمة مع قصص آخرين يتحدثون بذات المشاعر والأحاسيس أمام شاشة التلفزيون وصندوقه السحري !! خمسة وعشرون عاماً من العمل الإعلامي والإنساني المتصل صنعت من خلاله(أوبرا وينفري) لنفسها مكاناً في دنيا الناس .. وحجزت لها مقعدًا في عالم التأثير على حياة الآخرين وتقدمت موقع الريادة في صناعة الحياة وتقديم مبادرات غير مسبوقة في زمن لا يحتفي إلا بالأفكار الخلاقة .. تلك التي تكشف عن عاطفة حقيقية ورغبة صادقة في خدمة الإنسان وتقديم النصح والدعم له لينهض من احباطاته ويزيح الركام عن النبتة الخيرة في دواخله ليواجه الحياة بطاقة موارة وقدرة هائلة على مواصلة العيش بذات قوية .. ونفس متوثبة ومتفائلة بغد الحياة الأجمل !! لقد كانت حلقة تلك الأمسية استثنائية بحق .. ومدهشة حتى في تفاصيلها الدقيقة .. أوصي كل مهتم بتقدير الذات وتطويرها بالحصول عليها لأنها تجمع أجمل وأفضل ماقدمته هذه الإنسانة النبيلة خلال 25 عاماً من النجاح الإعلامي المتصل .. 25 عاماً من العمل للمهنة بحب .. وشغف .. وهي الميزة التي نحتاج إليها في كل أعمالنا إن أردنا تحقيق الريادة والتميز ..25 عاماً من تقديم الخير والحب للآخرين بعطف ومودة ورغبة صادقة في مساعدتهم .. وكل الذين حضروا لتلك الحلقة من نجوم المجتمع في كل أصقاع الدنيا وحتى غمار الناس الذين ما كان سيذكرهم أحد لولا أوبرا وينفري التي أزاحت عنهم غطاء الإهمال وأزالت مسحة الطين التي علتهم ليرى الناس فيهم إنسانية الإنسان المليء بالخير والحب وإن بدا ظاهره أنه شرير يتطاير الأذى من عينيه!! انتزعت أوبرا من مقل كل من شاهد حلقة الوداع دمعة صادقة من دواخله وهي تقول بصدق إن ماحدث لها ليس مصادفة .. أن تتحول من طفلة سوداء مشردة وهي تحبو الى امراة يعرفها كل العالم وفي يدها ثروة هائلة تكفييها بقية حياتها ألف مرة !! .. قالت إنها فخورة بنفسها .. ولكن ما كانت لتحصل على ماحصلت عليه لولا حب الناس لها وتقديرهم.. وهي إذ تودعهم بعد25 عاماً من الحب المتصل تأمل أن يبدأ آخرون مشوار نجاحها وأن يقدموا لغيرهم ما يظنون أنه خير قدمته لهم أوبرا في لحظة صدق وتجل !! الحدث الثاني لحظة تتويج فريق برشلونة بكأس دوري أبطال أروبا وتغلبه على فريق مانشيستر يوناتيد في مباراة ستبقى خالدة في ميادين كرة القدم ليس بروعة أداء فريق برشلونة .. ولا بالروح الرياضية التي أبداها المان يونايتيد في شخص مدربه السير أليكس فيرغسون عندما قدم التهنئة للبطل قائلاً إنه تلقى هزيمة من أفضل فريق يلعب كرة قدم على كوكب الأرض !! .. ليس في هذا وحسب .. ولكن في تجسيد فريق برشلونة لرسالته (نحن أكثر من مجرد فريق للعب كرة القدم) .. هذا الفريق وقف بكل مشاعر إدارته وجماهيره ومشجعيه في الأرض قاطبة مع نجمه الفرنسي(اريك أبيدال).. تناسى الجميع اللون والجنس والقبيلة وتعاطفوا مع هذا النجم كإنسان .. لقد تجاوز أبيدال محنة مرض السرطان بطاقة الحب التي منحها له المحيطون به .. لقد كان مدهشاً حقاً أن يتعافى أبيدال سريعاً من عملية استئصال جزء من كبده ..وفي أقل من شهرين عاد بقوة لملاعب الكرة وسط دهشة المهتمين بكرة القدم .. وترتيب قدري .. شارك أبيدال في مباراة النهائي .. ليفرح مرتين .. بفوز فريقه .. وبتكريم برشلونة له بتقليده شارة الكابتن ليحمل الكأس الغالية وسط تصفيق كل الدنيا لهذا الشاب الذي قهر بقوة إرادته السرطان وجسد قوة إيمان المسلم الملتزم والمعتز بدينه وعقيدته !! تأملوا تجربة أوبرا .. وأبيدال .. ففيهما عبر ودروس نحتاجها جميعاً .. والحكمة ضالة المؤمن !!