بات الدعم الحكومي للقمة يعتبر أمرا يستدعي السخرية والتندر، بدلا من كونه أمرا تحمد عليه الدولة وتشكر في ظل الظروف الأقتصادية المعلومة للجميع، لكون الدولة تدعم مجالا لا يعتبر من الأمور الحياتية المهمة. عندما شاد المريخ مجد منشئاته، وتطورت وشمخت وصارت القلعة الحمراء منارة سامقة من منارات الوطن الجميل، وملعبه قبلة لكل المناسبات حتى الخارجية منها، تحدث أهل الهلال عن دعم الدولة للمريخ! وقد نسب أهل البيت الهلالي الأمر كله لحكومة المؤتمر الوطني لكون رئيس المريخ أحد أبنائه، وأنكروا على الوالي دعوماته الشخصية التي بني بها مجدا جديدا للمريخ! وعندما كان رئيس المريخ الأخ جمال الوالي، يدفع بسخاء من أجل إستقدام المحترفين بأسماء لامعه، ومدربين لهم الشهرة الكبيرة، لم يكن الأمر عند الأهلة إلا فتحا لخزينة الدولة في وجه الرجل ليأخذ منها ما يشاء له أن يأخذ. حتى تجنيس اللاعبين الذي إستفاد منه النادي الأزرق، ينسبونه لجمال الوالي بحكم قربه من مصادر إتخاذ القرار، وجعلوا من الأمر عطية حكومية للوالي أبن المؤتمر الوطني! الآن تحول الأمر من النقيض إلى النقيض! بعد أن أعترف رئيس الهلال..وأمين عام مجلسه بدعم الحكومة للنادي الأزرق بأموال طائلة إستفادوا منها خلال فترة التسجيلات التكميلية التي لململت أطرافها ورحلت خلال الأيام الماضية! تحدث الإعلام المريخي عن الدعم الحكومي للهلال ..وصار الأمر أقرب إلى السخرية والتندر لكون الهلال نادي فقير وتلقى دعومات من الدولة لإنقاذه من الضياع! وما زاد من سخرية الأعلام المريخي، هو رفض الأعلام الأزرق في مجمله الحديث عن دعم الدولة ..أو لنقل حكومة المؤتمر الوطني للهلال وكأنما هو أمر يفرون منه فرار الصحيح من الأجرب! وعندما قال البرير أنهم تلقوا دعومات مالية من الدولة..زاد الأعلام المريخي من سخريته من مال الدولة! وقد يكون الأمر ردا لدين قديم، عندما كان الأعلام الهلالي ينسب كل شئ إلى الحكومة ، وكأنما هو أمر سيئ يمكن أن يصير سبة وعارا في جبين المريخ! ولكن حقيقة الأمر ..هي أن الحكومة دعمت الطرفين، ودعمت كذلك المنتخبات الوطنية، ودعمت بعض فرق المناشط الأخرى مثل ألعاب القوى وغيرها، فهل يعتبر هذا منقصة في حق الدولة ..أم إشعار إضافة! في دول أخرى ..مثل السعودية ..تخصص ميزانية دائمة لدعم الأندية دعك من المنتخبات الوطنية..برغم أن تلك الأندية يديرها أمراء لهم من المال ما يجعلهم يشترون أندية بالدوريات الأوروبية الكبرى بإنجلترا وإيطاليا ..وفرنسا وغيرها! هنا ينكر الناس الدعم الحكومي للرياضة لكونها نشاطا يدار منذ قديم الزمان عبر الأفراد، وتحديدا القمة السودانية فهي نسيج إجتماعي قبل أن يكون نسيجا رياضيا! وفي دولة مثل السودان لا زالت سبل العيش الكريم فيها تعتبر من المطلوبات يكون الحديث عن دعم الدولة للرياضة أمرا غير مقبول أو هكذا يتحدث المناهضون ..أو يصير الأمر مجال سخرية وتندر! يقيني أن الدول وإن توافرت لها سبل الرفاهية يبقى من واجبها دعم الرياضة وتحديدا منشط كرة القدم لأنها واحدة من أهم سبل الترفيه بل صار الأمر الآن صناعة وإستثمار ..وأموال تضخ هنا وهناك حتى تبلغ خزينة الدولة نفسها عن طريق التغذية المرتدة! ويبقى السؤال قائما وباب النقاش مفتوحا على مصراعية ..هل يعتبر دعم الأندية للقمة أمرا محمودا تستحق عليه الشكر والتقدير ..أم تبديد للمال العام وإهدارا للحق العام!