آثار الاتفاق الذي توصل له طرفا اتفاقية نيفاشا بخصوص أبيي بأديس أبابا بعد اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب العديد من ردود الأفعال بين مختلف القوى السياسية. ويقول القيادي بحزب الأمة بكري عديل الذي بدأ غير متفائل لا أعتقد أن هذا الاتفاق سينهي الأزمة من واقع أنه لم يحل الصراع بين المسيرية والدينكا وفقاً للإ دعاء بأحقية كل طرف في المنطقة.والاتفاق عبارة عن هدنة مؤقتة حتى يتم الوصول لحل جذور المشكلة ويرى عديل أن حل المشكلة بيد المسيرية والدينكا وتركهم للتوصل لاتفاق بشأن الصراع وأن التدخلات الأجنبية أدت إلى تصعيد المشكلة بسبب المطامع في البترول. ويرى القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال محمد المعتصم حاكم أن ما تم من اتفاق هو المعالجة المتاحة للأزمة خاصة وأن أثيوبيا دولة شقيقة وجارة وبإمكانها أن تلعب دوراً إيجابياً في منطقة أبيي. ولا يبتعد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. عبد الله دينق نيال عن رأي حاكم حين قال لي إن حصول اتفاق بين طرفي النزاع مؤشر جيد يعتبر خطوة نحو الحل الشامل للأزمة واستمراره مرهون بهدف كلا الطرفين وامتلاكهم للإرادة القوية ويقول الدكتور واللواء م، محمد العباس استاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري إن الاتفاق يحمل حلاً لكثير من المشاكل فيما يتعلق بمشكلة أبيي وبه العديد من المميزات والتي علي رأسها أن الاتفاق تم بين الطرفين الأساسين وهما حكومة السودان وحكومة الجنوب وكذلك فإن الاتفاق وجد قبولاً دولياً من واقع زيارة هلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وعدم تعليقها سلباً على الاتفاق وهذا يعتبر إشارات ايجابية خاصة بعد لقائها مع مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت.وكذلك يرى العباس أن الاتفاق تميز بأنه ضم الطرفين إضافة إلى أثيوبيا التي تعتبر أكثر صدقاً وعدلاً ولأنه بدخول القوات الأثيوبية سيكون هنالك دور قوي للاتحاد الأفريقي وهو سيكون أفضل من القوات الأممية وهي أكثر تعقيداً.وكذلك فإن أثيوبيا أكثر قبولاً للطرفين من واقع أنها ترتبط بعلاقات مصالح مع كل من السودان وحكومة الجنوب لأن أثيوبيا لن تلعب دور الثلاث ورقات.ويعتقد العباس أن من ايجابيات الاتفاق هو تعين إدارة مدنية لمنطقة أبيي لأن ذلك أفضل من وجود حاكم عسكري يعمل وفقاً لأوامر وظروف مختلفة. المهندس محمد فائق بدأ متفائلاً وساخراً بالقول إنه يعتقد أننا دائماً نصل للنتائج السهلة متأخرين فإذا تم هذا الاتفاق خلال ساعات بإديس أبابا ما الذي كان يمنع الوصول للاتفاق قبل أن يسقط كل هذا الكم الهائل من الضحايا ويتشرد الآلاف وينزحون عن مناطقهم ونخسر كل هذه الخسائر .