خلال الشهور القليلة الماضية قدم لي الزميل المدرب محمد حسن نقد والمهندس عبد الحميد لاعب النيل الخرطومي السابق قدما لي المهندس الكهربائي عزمي الذي يعمل بفندق كورال هيلتون سابقاً وهو من مصر الشقيقة وتحديداً من مدينة المنصورة وتوطدت صلاتي بالرجل لدرجة كبيرة فوجدته مهذباً ودمث الخلق ومن فرط حبه للسودان والسودانيين كان يتمنى لو أن أبنه عزمي انتقل للعب في السودان وكاد الأمر ان يتحقق لو لا أن التسجيلات التكميلية لا تتم للاجانب الا بالاعارة ولقربي منه شعرت بأن حبه للسودان كبير ولا حدود له ولا يبزه أحد من الاشقاء بمصر فيه وكان لا يمل الحديث عن أهمية تفعيل العلاقات بين السودان ومصر ويرى ان العلاقات الحالية غير كافية. ٭ وقبل أقل من شهر كان في الساعات الأخيرة في يوم سفره خرج من الهيلتون وكان يكشف لزملائه في الهيلتون على نحو ما أخطرني صديقه السوداني المهندس عبد الحميد أنه ذاهب لمشوارين وسيكون الأول للخرطوم «2» وعندما انهى مشواره الأول وقبل ان يتجه لمشواره الثاني فارقت روحه الحياة ورحل من دنيانا الفانية ويا لوفاء الرجل فقد كشف أحد زملاء الراحل المهندس عبد الحميد أن الراحل كان يقصدني بغرض وداعي قبل ان يتجه لمطار الخرطوم عائداً لمصر في عطلته وهكذا الرجل ظل وفياً وصادقاً حتى آخر رمق في حياته وقبل ذلك تجلت مشاعره وهو يحضر ليشاركني تكريمي الذي اقامته نقابة العاملين ب (آخر لحظة) لي في (روان). ٭ لقد عرفت الراحل عن قرب فوجدته ود بلد أصيل فيه صفات نبيلة كثيرة وكان اذا قدمت له خدمة بسيطة افاض في الشكر والإشادة وعندما وجدني لا استريح لكمات الشكر على أساس العلاقة والأخوة يرد عليّ من لا يشكر الناس لا يشكر الله. ٭ ولأنني عرفته عن قرب عرفت منه كيف أن الرجل راضياً على أبنائه اثنين بالسعودية وآخر عزمي بمصر وكيف أنه وضعهم على الطريق الصحيح والمكانة اللائقة وكان يقول إنه لا يفرض عليهم رأياً أو ارادة لأنه يحس بأنهم يسيرون (عدل). ٭ اتوجه بالعزاء الحار لأبنه عزمي في المنصورة ولأبنيه في السعودية وأحس أنني أعرفهم بالرغم من أنني لم أقابلهم واذا كان المهندس عزمي قد رحل دون ان تتحقق امنيته بزيارتي والزميل نقد للمنصورة الا أننا نأمل بإذن الله أن نحقق له الأمنية بالزيارة التي كنا سنقوم بها نزولاً لرغبته ولكنها هذه المرة ستتم لتقديم العزاء فيه بالرغم من أنني قد عزيت نفسي. رحم الله المهندس عزمي الوفي غداً في الخواطر غداً حزمة من الخواطر والموضوعات بإذن الله من بينها: ٭ رسالة مفتوحة لسكرتير نادي النيل الخرطومي ٭ دلالات ومعاني تواجد دكتور معتصم جعفر في المعركة المصيرية بالاسكندرية ٭ مرة أخرى بين شطة والبدري