السعودية هي قلب الأمة العربية والإسلامية، وهي القيادة الدينية والفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، لذلك فهي مؤهلة بكل هذا الحجم السياسي والجغرافي، وهي أيضاً مؤهلة بوسطيتها واعتدالها، وفوق كل هذا وذلك مؤهلة بإنسانية قيادتها التي تعي معنى الإنسانية والترابط الإنساني، وتعرف معنى الإخاء وتعرف قيمة الأشقاء وهي صاحبة العطاء واليد الممدودة دوماً عند الحاجة، ودائماً قبلها هي صاحبة الإعلام الراقي في التناول وفي الطرح، وصاحبة الأقلام الإعلامية التي تغزل خيوط التقاء الشعوب وتوحيد الوجدان والفكر، وإعلاء قيم الحقيقة، الإعلام الذي يقرب ولا يبعد والذي يجذب الحب والوفاء بين القيادة والشعب السعودي، والشعوب العربية والإسلامية، والتي أؤكد أنها مرآة الواقع وفق منهجية فيها احتراف وفيها عقل متجدد. إذا فالحكومة السعودية هي منظومة من القيم والأخلاق والصدق، وهي التي تربط الملك ومن حوله من أصحاب السمو وأخوته بشعب المملكة، وذلك ببساطة لأنه انحياز القيادة لإرادة الشعب السعودي، لأن فهم القيادة أن جوهر التنمية هو الإنسان السعودي، لكي ترتاد به وبها آفاق المستقبل، وذلك لأن الصناعة لديهم بأن الإنسان هو أس التنمية وليس سواه، وأنه العامل الأول والأقوى لاستمراريتها، لذلك ارتادت بهم كل آفاق التعليم، ووفرت وأفردت لهم كل الإمكانات والمناخ والبيئة التعليمية، من الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب ومراكز رفع القدرات الفنية والأكاديمية، ثم الاهتمام بالثقافة والأدب، ثم شقت لهم طرق المعرفة الإنسانية، والتي هي من أهم المعابر والجسم الأساسي للعبور للحضارة وإرتياد قمم المجد العلمي والأكاديمي، للإسهام في تنمية مملكتهم، والتي يفهم الشعب السعودي حجم واجبهم تجاهها، ومقابلة عطائها بعطاء فيه نكران ذات، وذلك لأنهم منها وهي بهم تكون وبهم تتأصل وتسود، وتبقى راية العز والإجلال والجلال مرفوعة وخفاقة، ثم الأهم المحافظة عليها لأنها أرض الحرمين، وهي قبلة كل مسلم ومؤمن.. إذن فلنعمل جميعاً سنداً لكم ولقيادتكم للمحافظة على هذه الدولة وهذه المملكةوهذه القيادة، وهذه الواحة واحة الأمان، والصدر الرحب والمفتوح على الإسلام والإنسانية جمعاء، ولمفتوح لكل من ضلت به أسباب الحياة. إذا فلنؤكد وبصدق وبلا رياء أو تملق من أن المملكة شاء البعض أم أبوا، هي القلب النابض الحي الكبير الذي يضخ الدفء والود والاحترام لكل الشعوب العربية والإسلامية، حتى ولو كانت هذه الشعوب غير عربية وغير إسلامية، ولكن ما يعنيني هو محيطنا ومحيطها الاقليمي، من أن هذا القلب تمتد شرايينه لكل الأسرة العربية دولاً وحكومات وشعوباً، وخاصة الحكومات وتحديداً التي تختار الانحياز لأشواق شعوبها، أما أمر الشعوب التي تمتد اليها شرايين الحب هذه من القلب السعودي والتي ترسل عبره ردها للجميل وحبها للمملكة العربية السعودية من مكونات الوداد والاحترام وأمنيات استمرار الخير، وفيها أيضاً بذل للكثير من الشكر والامتنان، ومن خلال هذا التبادل نؤكد صحة وعافية هذه العلاقات، نؤكد من أن هذه الشرايين خالية من كلسترول الحقد والحسد والغيرة ولا تحمل الأكسجين الصفاء والصحة وعافية التواصل النفسي والاجتماعي، وكل هذا مصدره نبض ذلك القلب الكبير والسليم والحاني من كل آفة أو سقم، ذلك القلب المنتظم الايقاع والمتناغم مع احتياجات شعبه وأمنه ومحيطه. كل هذه الصورة الزاهية والمرضية لواقع الحال في المملكة والذي يجسده لنا صاحب استقامة الفكر والرؤية الثاقبة والمهنية والدبلوماسية البراقية، والذي أعلم أنه يشرف أين حل أو ظهر سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ فيصل حامد بن معلا، وهو الذي يعيش بيننا الآن في الامتداد الحقيقي لوطنه وهو السودان، نعم أنه الذي يسجل حضوراً مشرفاً وهو في سعي دائم وحثيث يشكر عليه، فيه تأكيد للروابط القائمة، ونعلم تماماً أن هذا واجبه، ولكن نفهم أيضاً أن من يجسد فن الواجب والمسؤولية يجب أن يكون صاحب نبع ذاتي فيه أحساس بالواجب والمسؤولية وهو كذلك، وبكل تأكيد وكيف لا وهو الذي كسر سكون التواصل السياسي والاجتماعي والإنساني، وحتى الخدمي لطالبي خدمة سفارته، وبصورة تحفظ وتكرم وتؤكد قوة التلاقي والعلاقة بين الشعبين وبين الدولتين. عليه فهذا امتداد وتأكيد لما قلت عن المملكة، وبذلك يؤكد سعادة السفير أنه أحد خريجي هذه الدولة الأكاديمية، هو من قادة العمل الدبلوماسي والإداري والخدمي في سفارته في شتى الإدارات والملحقيات، والإدارة القنصلية وعلى رأسها الأستاذ أحمد القامدي والملحقية الثقافية بقيادة الدكتور الأديب أبو هزاع، والملحقية العسكرية وبقية الملحقيات. إذن فهذه المجموعة كلها في ايقاع واحد ومنتظم يعزفون سيمفونية نجاح المملكة ويعكسون أداءً فيه واجب التعكيف.