خلف المنطقة الصناعية والسوق الشعبي بأم درمان وعلى امتداد أحد الأزقة وعلى الهواء الطلق أو داخل رواكيب يوجد أكبر سوق للساتك القديمة... في هذا السوق تباع وتشترى اللساتك القديمة من مختلف الأشكال والأحجام من هذه اللساتك يصنع العاملون به العديد من الأشياء المفيدة التي يحتاجها الإنسان... من بينها خبراء «تموت تخلي» الشهير وتمتد إبداعاتهم إلى تصنيع اسبيرات العربات المصنعة من مواد بلاستيكية إضافة إلى الزهريات التي توضع عليها الزهور ومتطلبات المنازل من (طشاتة الغسيل) والحبال وغيرها دعونا نتجول في هذا السوق العجيب المتفرد ونلتقي بمبدعيه من الصناعية المهرة. تموت تخلي عاد مرة أخرى بأحد الرواكيب جلس أبكر آدم منهمكاً في تقطيع أوصال أحد اللساتك تمهيداً لتشكيله ..فسألناه من أين تحصلون على اللساتك القديمة؟ أجاب نحصل عليها من الأفراد أو باعة الخردة الذين يجمعونها من الأحياء المختلفة إضافة إلى أن جزءاً يأتينا عن طريق التجار من بعض البلدان المجاورة كاثيوبيا وتشاد واريتريا. قلنا له هناك ظاهرة اختفاء تموت تخلي وهو من أشهر الأشياء التي تنصع من اللساتك القديمة هل هي بسبب الوفرة التي نشاهدها في الأسواق الآن وبأسعار رخيصة؟ قال تموت تخلي لم يختف وقد عاد مرة أخرى بفضل اللصوص الذين يسرقون أحذية المصلين في المساجد حيث يقبل عليه الناس هذه الأيام لاستعماله بديلاً للأحذية عند الصلاة في الجامع وهو لا يغري أحداً لسرقته كما أن الذين يعملون في مجال الزراعة لا يزالون يتعاملون معه فهو يقي الأرجل من الأشواك والحشرات. قلت: وماذا تصنعون أيضاً من اللساتك؟ قال: نصنع الكثير من الأشياء التي لا يمكن حصرها الآن من أهمها: صناعة اسبيرات العربات المصنعة من البلاستيك مثل لساتك الكركبة وسيور الطواحين وأقول ليك والحديث لأبكر.. نحنا اسبيراتنا أجود من الياباني أو المستورد لأنها بتعيش أطول كما نصنع من اللساتك الداخلية قرب شرب الماء وهي تحتفظ بالماء بارداً أفضل من (القربة) التي تصنع من جلود الحيوانات.. إضافة إلى أشياء أخرى اعتاد الناس مشاهدتها مصنعة من الحديد والبلاستيك مثل طشت الغسيل وحبال ربط البضائع والكثير من الأشياء الأخرى وبالمناسبة اللستك نستخدم أي جزء فيه في صناعة شيء مفيد ولا نرمي منه شيئاً.