الوثبة الثانية للخطة الخمسية (2012 - 2016م) في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد أدخلت عدداً مقدراً من رؤساء الأجهزة الإعلامية الرسمية والخاصة ورؤساء تحرير الصحف السياسية إلى قاعة الاجتماعات الكبرى في عقر دار الحكومة، بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، استجابة لدعوة الدكتور محمد المختار حسن حسين وزير مجلس الوزراء بالإنابة التي نقلها للمدعووين الأستاذ حاتم حسن بخيت المدير العام للشؤون السياسية والإعلام بالإمانة العامة للوزراء. كان الحضور كبيراً ونوعياً في ذات الوقت، ضم قيادات إعلامية كبيرة كما ضم عقولاً مفكرة في هذا المجال على رأسها أستاذ الأجيال الخبير الإعلامي العالمي البروفيسور علي شمو، والدكتور إسماعيل الحاج موسى، شارك معهم العشرات في جلسة (تنويرية) تحدث خلالها الدكتور تاج السر محجوب مستعرضاً على مدى ساعتين تقريباً الرؤية والرسالة والتحديات وهموم الاستراتيجية في الخطة الخمسية الثانية التي أعدها المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي الذي يجلس الخبير الإداري والاقتصادي المعروف الدكتور تاج السر محجوب على مقعد أمانته العامة، وقد حمل خطابه الرؤية الواضحة التي تقود إلى أهداف محددة لا يختلف عليها أحد، ليتم بعد ذلك فتح باب النقاش على اعتبار أن لقاء الأمس كان لقاء خاصاً بالإعلاميين ضمن سلسلة لقاءات تجريها الأمانة العامة للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي مع فعاليات وقطاعات ومنظمات المجتمع المختلفة. شارك الإعلاميون بكل جرأة وشجاعة وطرحوا آراءهم ورؤاهم بل أن زميلاً شاباً انتقد تقرب مجلس التخطيط واقترابه من الإعلاميين دون خطة لتطوير الإعلام الأمر الذي جعل كاتب هذه الزاوية يعلق على ذلك بأن قال لجاره الأستاذ الزبير عثمان أحمد إن المتحدث كأنما أراد أن يقول إن المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي يريد مغازلة الإعلام دون أن يقدم خاتم خطبة! الجلسة كانت مفيدة ومثمرة تركزت على منهجية الخطة الخمسية الثانية وتحدياتها وهمومها الاستراتيجية وسعيها لتوطين الحاجات الأساسية المستوردة والعمل على خفض معدلات الفقر في المديين القريب والمتوسط إضافة للتحسب للأزمات المالية والعالمية ومساهمة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية ودور المجتمع المدني في كل ذلك. ويبقى قبل ذلك وبعده ما أشرنا إليه في مداخلة قصيرة خلال اللقاء، أن الأهم من كل شيء وجود الإرادة السياسية التي تحفز الإرادة المجتمعية لتكون تلك الرؤية منهجاً للعمل، إضافة إلى تكريس الجهود لبناء مراكز أو وحدات داخل الأحزاب السودانية لتدريب الكوادر ولتطوير القدرات.