نجا الهلال بأعجوبة من الوقوع في فخ الأهلي الخرطوم والعودة لمربع التعثر، واستطاع أن يحول تأخره بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف في مباراة تعتبر من أقوى المباريات التي لعبت في الدوري الممتاز أداءً وسلوكاً بعد المستوى المتطور الذي قدمه فرسان الخرطوم الذين كانوا نداً حقيقياً للهلال.. ولم يتوقع البرازيلي ايلتون بتري مدرب الأهلي أن يصل سريعاً وبسهولة لمرمى الهلال على الرغم من أن إستراتيجيته كانت تقوم على المباغتة بهدف سريع، إلا أن دفاع الهلال الذي يعتبر الحلقة الأضعف في تشكيل الفريق ساعده على تحقيق هدفه بخطأ مشترك من الدفاع وحارس المرمى جمعة جينارو الذي استقبل تهديفة مدثر العلمين بنظرة عابرة، وتواصلت معاناة الهلال من أجل إدراك التعادل بسبب التسرع والخطة الدفاعية المحكمة التي لعب بها الفرسان ورغم السيطرة الواضحة للهلال إلا أن الدفاع واصل أخطاءه خاصة علاء الدين يوسف الذي كان بعيداً عن مستواه بجانب خليفة الذي كان معبراً آماناً لهجمات الأهلي الذي اعتمد على منتصر الربيع في استغلال تقدم خليفة وسط صمت تام للصربي ميشو الذي ظل يتفرج دون أن يحرك ساكناً لهذا الخلل التكتيكي الكبير، وبعد معاناة وفرص ضائعة نجح سادومبا في إدراك التعادل، وأكد الهجوم الأزرق خطورته وقيمته وسجل كاريكا الهدف الثاني الذي انتهى عليه الشوط الأول. وفي الشوط الثاني توقع الجمهور الكبير الذي تابع المباراة من الأستاد أن تثمر التمريرات القصيرة في هز الشباك إلا أنها حملت خبراً غير سعيد للجماهير بعد أن أدرك الأهلي التعادل من خطأ مشترك بين الدفاع والحارس كالعادة وتتحول المباراة إلى مارثون شرس بين الفريقين والكل يسعى لإحراز هدف الفوز، وأثمرت التبديلات التي أجراها ميشو بدخول الثلاثي بشة وبكري المدينة وابراهيما توريه في مكان علاء يوسف، مهند الطاهر وهيثم مصطفى- أثمرت التبديلات في ترجيح كفة الهلال، وأكد بكري المدينة امتياز هجوم الهلال ونجح في إحراز الهدف الثالث من مجهود فردي رائع وانتهت المباراة بفوز الهلال الذي رفع رصيده إلى (40) نقطة بينما تجمد رصيد الأهلي في (23)، كان معظم لاعبي الهلال بعيدين عن مستواهم إلا أن الأفضلية والنجومية كانت من نصيب التاج إبراهيم أفضل لاعبي الفريقين بعد أن تحرك بصورة فاعلة على الطرف الأيمن. وخرجت جماهير الهلال من الملعب غير مطئمنة لحال الفريق قبل مواجهة الرجاء خاصة خط الدفاع الذي كان صداع نصفي في رأس الجميع.