يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في هذا اليوم الطيب المبارك أول أيام شهر رمضان وهو شهر عظيم ومبارك شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن والعتق والغفران وهو شهر العبادات والطاعات وفيه تتضاعف الحسنات وتقل السيئات وتصفد مردة الشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران. ورمضان فوائده كثيرة وحكمة مشروعية صومه عظيمة فهو تطهير للنفس وتهذيب لها وتزكيتها من ذميم الأخلاق وتعويدها على الكريم منها كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ورسوله. الصوم طاعة لله سبحانه وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من صام رمضان أيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه. وينال الصائم رضى الله سبحانه وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح وإذا لقي ربّه فرح. ومن الفوائد الصيام يعلم المسلم الصبر على العطش والجوع وتحمل المصاعب في سبيل الله. يشعر المسلم بشعور الفقراء والمحتاجين عندما يحرم من الطعام والشراب. ينمي (يزيد) عند المسلم الانضباط ومحاسبة الذات فيلتزم الصائم الأخلاق الحميدة. يشعر المسلمون بالأخوة والتعاون والتكافل بين الأغنياء والفقراء في رمضان. وفي الصوم يعرف المرء نفسه وضعفه وفقره لربه ويذكر عظيم نعم الله تعالى عليه فما أحوجنا لهذه القيم وهذه المعاني في هذا الهجير من الحياة المادية المعاصرة التي يلهث فيها الناس خلف المصالح والماديات وينسون القيم والمثل وسمو الإنسان ورفعته وما أحوجنا في مجتمعنا السوداني والإسلامي هذه الأيام للتعاون على البر والتقوى والتواصي بالأمر بالعروف والنهي عن المنكر وزيادة مساحات الإخاء والتعاون والإحسان والتواصل والبر ومساعدة الفقراء والضعفاء والمساكين منا وتبقى الأمنيات أن يجعل الله أيام هذا الشهر الكريم الفضيل أيام خير وبركة على أمتنا السودانية والعربية والإسلامية وأن يبلغنا مقاصده وفضائله وأن يعود علينا جميعاً باليمن والخير والبركات ونحن أكثر عزة ووحدة وقوة وكل عام والجميع بخير.