القنوات الفضائية السودانية تواجه الكثير من النقد وعدم الاهتمام من كثير من المشاهدين.. وذلك بمقارنتها مع القنوات الفضائية الأخرى.. وهذا يحدث فرقاً كبيراً في التقييم.. فلا طبيعة المجتمع.. ولا إمكاناته تسمح بالمواكبة.. وليس هذا عيب المذيع ولا المعد ولا المخرج.. وأنا أقتنع بأن السودان ذاخر بالمواهب الفذة .. والأفكار العبقرية.. الرؤية الفريدة.. والإبداع اللا متناهي.. وأجزم بأن الشخصية السودانية.. هي أكثر الشخصيات تشكلاً وتنوعاً.. ومقدرةًً على الابتكار.. ومجتمعنا هو أصل للفكرة.. والحدث.. والموضوع.. من كل نواحية الاجتماعية.. والفنية.. والسياسة. قد تابعت كثيراً من البرامج الحوارية في كثير من القنوات الفضائية.. وأغلب البرامج الناجحة والتي لها صيت عن الفنانين العرب أو الأجانب.. وحياتهم.. أو استضافة فنان وتعريفه بالجمهور.. ولا يختلف هذا كثيراً عن برامجنا هنا.. فالاختلاف في أشياء أخرى.. فالفنان أو الفنانة طلتهم غير.. وملابسهم غير.. وحوارهم غير.. أما نحن نختلف في هذا.. فالفنان عندنا محاصر من كل الجوانب.. والفيديو كليب لا يلعب عندنا أي دور.. فلا وضعنا الاجتماعي ولا السياسي يسمح بأن نكون في نطاق هذه الفكرة.. لأنه لديها (استايلها) الخاص.. الذي يصعب أن نواكبه في السودان.. أو فلنقل إننا لا نريد.. وفي الاستطلاع الذي قامت به الصحفية الزميلة ابتهاج العريفي لم استغرب أبداً من أن أكثر البرامج مشاهدة هي البرامج الغنائية.. فأنا أعتقد أننا وصلنا الاحترافية في الغناء رغم كل النقد المنهال على فنانينا الصغار والركود الذي أصاب فنانينا الكبار.. فلا زالت الكلمات التي قيلت تملأ الميزان.. وتكفي .. وإبداعاتنا اللحنية لا تكرر.. لدينا طلتنا المختلفة.. وكلمتنا المؤثرة.. ولحننا المتمكن.. وأصواتنا التي نادراً ما تجد لها منازعاً.. على الطبيعة وليس بلاي باك.. والمشاهد يجد في البرامج الغنائية ما يجعله يفخر.. ويبتهج.. وينتشي.. فالغناء السوداني هو سيد الإبداع في الفنون السودانية بلا منازع.. واحترافيته هي التي جعلت منه الأكثر شعبية .. وطبيعة البرامج الغنائية المقدمة في القنوات السودانية هذا الموسم مبهجة ومفرحة.. وأعتقد أن فيها تنوعاً.. يرضي جميع الأذواق.. فالتباين والاختلاف والتنويع أصل فكرة المشاهدة.. ومن الصعب إرضاء كل الناس.. نجد أن هذا الاستطلاع ذكرت فيه كل القنوات الفضائية السودانية عدا القناة الرئيسية .. لماذا يا ترى؟! لحظة: شاشات الفضائيات السودانية أصبحت مليئة بالجميلات.. وأصبحت فتياتنا يحترفن الجلوس أمام الكاميرا.. والجمال السوداني يتحدث.. عدا أفراح الشعب.. فالاختلاط يلعب دوراً.. والّا شنو!!