البعض في مجتمعاتنا يعاني من جلافة وفجاجة في الألفاظ التي يستخدمها لدرجة جارحة جداً.. كما قالت أم كلثوم كوكب الشرق ذات مرة لبعض الذين تعدوا حدود الذوق والأدب «نصف حضوركم قليلي الأدب» مما أغضب البعض فاضطرت للرد عليهم قائلة «ما تزعلوش نصف حضوركم محترم ومؤدب».. المهم إن بعضنا يرميك أحيانا «بدراب» لا تعرف تصنفه في أي بند «بند الدروشة».. «بند الطقاشة».. «بند الإندراوة»... أذكر أنني دائما ما أنفر من كمة «بتاعت» عندما ترتبط بوصف أو جهة... ففي أحد المرات هامزني «لاجيء» وأنا أمر قائلاً للذي معه «دي مش بتاعت الجرايد البتتكلم عننا.. ملوا البلد.. ملوا البلد»... ومرة أخرى أسمعها من الكمساري «يا زول ناول الخالة بتاعت الخمسة ألف»... وأظل «بتاعت» وظيفة.. وصفة.. إلى أن يفتح الله على هؤلاء بملافظ أفضل.. وكما يقول أخوتنا المصريون «الملافظ سعد» ويظل يكرر البعض ألفاظاً سمومية للبدن. ü ما وراء الشارع ملامين على تفاصيل كثيرة في سلسلة ما يجري أمامنا من أحداث ووقائع حياتية عامة.. لأننا أحياناً لا نتعرض لتفاصيل كثيرة دقيقة تخفي خلفها بعض من الحقائق المرة.. فالشوارع تنبيء عن حراك أحياناً غير محمود مرده لتغييرات كثيرة أصابت البلاد في نسيجها الاجتماعي فقد بدأت مظاهر الخروج على محتوى الأسر والمباديء الجماعية تبدو في معالجة كل فرد لقضاياه منفرداً.. وصار حتى الإخوة والأخوان في بعض الحالات لا يعرفون عن بعضهم البعض أبسط الأخبار.. ولا أكذب أو أبالغ إن قلت إن كثيراً منهم لا يعرف أحياناً في أى مدرسة أو جامعة أو موقع عمل يداوم.. وصارت العلاقات هشة بشكل كبير جداً ولا يبدو الحرج في ذلك... والشوارع تنبيء عن تحولات جذرية أصابت البلاد في مقاتل جعلتها تنكر بعض من تسامح اجتماعي سابق... وكل في واد سادر... فقط من يحلل ما وراء الشوارع.. ما وراء الناس.. مال وجوههم صارت جافة من تعابير الإلفة والوداعة والحميمية. ü همسه بلف لسان البعض «نشيلو معاك قرض» أو «هسه بنلفها معاكم» كهذا يبدو البعض في حالة تأهب تام للانقلاب على حالة الوداعة التي يمارسها معكم ولو من باب المجاملة.. ففي برلمان الشارع «المركبات العامة» هذه الأيام تسري أحاديث المدينة في شكل استهتار وعدم أكترث يوضح بجلاء حالة الفوضى التي تعتري جسد الاحترام العام.. ولا نقول إنها وصلت مرحلة الابتذال ولكنها ليست مستبعدة تماماً... وما عليك إلا أن تكون جاهزاً ومستعداً لينقلب عليك أحدهم فجأة ويخرج لك الوجه القبيح الذي يخفيه ويواريه وراء سواتر الاحتمال المؤقت... ولكن ليس مطلوباً منا أن ننظر بحالة شفقة لسبر غور هذا الاحتمال. آخر الكلام ألفاظنا.. شوارعنا.. حالة الالتفاف المفاجيء تدخلنا في طرق التوقع المستمر وحالات عدم الإحساس بالإمان.. ولكن هل سألنا أنفسنا هل الكل والعموم مطلقين داخل هذا الإطار. مع محبتي للجميع..