تلقت صحيفة «آخر لحظة» دعوة كريمة من الشيخ الصادق خالد الصايم ديمه... لحضور إفطاره السنوي بمسيده بأمبده... حقيقة كانت الدعوة مفاجأة لنا... وتحمس لها الكثير من الزملاء والزميلات وسارعوا لتلبية الدعوة... وكانوا يناقشون الأمر بينهم بأنه فرصة جميل لزيارة هذا الشيخ الجليل. لم تتح لي فرصة أن أزور أي مسيد في حياتي... كنت أسمع من الذين يذهبون الحكاوي التي تحكى عنه -أي المسيد-... لم تكن لي أي رغبة في زيارة أي مسيد... قد يكون هذا ناتج من أنني بعيدة من الطرق الصوفية... وأيضاً لعدم الزمن الكافي للزيارة بسبب عملنا في «الجرايد» التي تأخذ جل وقتنا... المهم أن الوسيط الذي أتى لنا بالدعوة من طرف الشيخ الصايم أعطانا نبذة عن المكان.. وقال لنا إن الشيخ هيأ مكان خاص لناس «آخر لحظة»... هذا الشيء شجعنا بأن نكون متحمسين للذهاب... وأيضا أضاف الوسيط بأننا سوف نرى «مسيد» لا يشبه أي مسيد آخر.. وأن شيخ الصايم لديه كبر مكتبه إلكترونية في أفريقيا... وأن مسيده تنطبق عليه «العولمة» في كل شيء... المهم جاء يوم تلبية الدعوة وتجمعنا في الصحيفة.. وتحركنا بعربات الصحيفة في جماعات... حقيقة كان المنظر مهيب... أول مرة في حياتي أرى تجمعاً بهذا الشكل.. أول مرة في حياتي...أرى أضخم مبنى وأوسع مبنى بهذا الشكل.. ودخلنا إلى الداخل وتم استقبالنا نحن «السيدات» من قبل «نساء» المسيد بحفاوة وكرم.. وكان إفطاره على مستوى راقٍ.. وبعد الإفطار تم تنبيهنا إلى أن الشيخ ينتظر... ذهبنا إلى مكتبة المسيد حقيقي تفاجأنا...رغم أن الوسيط كان قد أعطانا نبذة عن هذه المكتبه، ولكننا دهشنا من ذلك المنظر المهيب.. أحسن أنواع الأجهزة الإلكترونية.. التي تحمل في جوفها أكبر مكتبة ثقافية... المكان يوحي لك بأنك خارج السودان وليس في مسيد... تجولنا في تلك المكتبة وأخبرنا أن هناك مكان للصم والبكم والعمي... لتحفيظ القران.. وأيضا لهم نصيب في المعرفة والثقافة حيث إن هناك امكانيات على أحسن مستوى - أي للصم والبكم والعمي- حقيقة كنت اتخيل نفسي بأن هذا الذي اأمامي أسطورة تاريخية... دهشنا من نظافة المكان وترتيبه الجيد... حيران الشيخ كل عارف ماذا عليه أن يفعل.. تسارعوا لخدمة الضيوف ناسين أنفسهم تماماً.. والمفاجأة الثانية كانت حينما اكتشفنا بان المسيد به فندق «5 نجوم» حقيقة غرفة جميلة ومرتبه ونظيفة لا تصدق أنك يمكن ان تجدها في هذا المكان.. وصالات الاستقبال مهيأه بأحسن ما يكون.. مفروشة بأفخم الفرش الجميل الذي يواكب الموضه... بعض الزملاء الذين شاهدوا من قبل «مسيداً» قالوا لا علاقة لهذا المسيد بغيره... هناك نظام غريب تشعر كأنك داخل خلية نحل.. الطلبات مستجابة.. لافرق بين غني أو فقير... كل من كان حاضراً لهذا الإفطار نال نصيبه تماماً من الاحترام والتقدير.... والمفاجأة الأخيرة بالنسبة لي أنا بالذات حينما التقيت الشيخ الصادق الصايم... شاب في رعيان شبابه... وقور وتملأ محياه الطيبة وسماحة المعشر ... وطلب منا زيارة أخرى لكي يتفرغ لنا لأن ذلك اليوم كان به زحمة بعض الشيء.. المهم خرجنا وكل منا يحكي لنفسه روعة المنظر وجمال الاستقبال وهيبة المكان.. حقيقة كانت بالنسبة لنا فرصة سعيدة لمشاهدة أكبر مكتبة إلكترونية في أفريقيا.. وهذا شرف لكل السودان..!