كصغيرة حلمت بأن العيد خبأ فى يديها حلوتين فأستيقظت فرحاً ولما لم تجد شياً بكت حزناً.. ألحت فى البكاء الريح كانت تطرق الشباك فى صلف عنيف الرعد والمطر المزمجر والشوارع خاليات والرصيف كل الحوانيت الصغيرة والكبيرة مغلقه وصغيرة الكفين تمعن فى البكاء جاءوا لها بعروسة وكتاب ألوان ... وماء فأبت تفتش مهدها تبكي.. تريد الحلوتين هتفوا بها زجراً فدست وجهها وجثت تكتم أنة الصدر النحيف جميلة الروح والقلم .. التي تملك في وجداني بأشعارها مساحات ومشاع.. والتي تبرق عيناي من الوجد كلما استمعت لكلماتها وصوتها الشجي .. روضة الحاج... ثرية القلم والمعنى والكلمة... ثرية الروح ... التي تفخر بها ربوع كل السودان... العيد مر على ولاية النيل الأزرق .. وقد هجر الفرح ديارهم .. وجثم الهم والغم والخيانة على صدورهم... خيانة الأهل والدار قبل خيانة الأمانة والبلد... ولكنها كانت متوقعة لذلك نجد أن حكومتنا وجنودنا البواسل استطاعوا أن يخمدوا النيران قبل أن تشتعل وتحرق... ولم يجد عقار بداً من الانحسار .. والتسليم .. والاعتذار رغماً عنه.. ومافي حوار و«راحت عليك».. لحظة شوق: وقفت تتأمل المكان .. تجول بنظرها .... تبحث عنه .. ولكنها لم تجد سوى الفراغ.. والصمت الثقيل... وقلبها يئن في حنين.. ووجدها هلكها من شدته.. وروحها تتوق لقربته.. وعقلها يقف حاجز بين كل هذه الأشواق..