لعبت الدعايات الاعلامية المغرضة والكاذبة دورا بارزا في تدمير عدد من الأقطار العربية ، بدأت بالعراق من بوابة أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل) ، مرورا بتونس تحت يافطة (ثورة الياسمين) التي لم يتنشق منها الشعب التونسي الا رائحة الدم والموت ، ومصر تحت عنوان (الشعب يؤيد اسقاط النظام) الذي تهاوى رأسه فنبت له ألف رأس ورأس ، واليمن السعيد الذي لن يعرف طعم السعادة لسنوات عديدة يلملم فيها جراحه وشهداء جيشه وقبائله وشعبه ، وصولا الى سورية التي راهنوا على سقوطها في شباك الناتو وحلفائه في مدة أقصاها ستة أشهر، فصمدت بكل أطيافها السياسية والعسكرية والاقتصادية ، وتحدت أنياب وبراثن المؤامرة ، ولم يكن السودان، كأكبر بلد عربي يمكن أن يكون سلة الأمة الغذائية وعمق العروبة الاستراتيجي وحصن الاسلام الحقيقي، الذي يشهد منذ ربع قرن ونيف سلسلة من المؤامرات أدت الى سلخ جنوبه ، بكل ما تشكل تلك الخطوة على السودان نفسه من مخاطر في المستقبل، وافتعال التحركات المسلحة من اقليم دارفور تارة ومحاولة الاستيلاء على مدينة أم درمان بقوة السلاح تارة أخرى ، وصولا الى أكذوبة ما كشفت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي أن رئيس الحكومة الاسرائيلية الارهابي بنيامين نتنياهو ذو أصول سودانية، حيث ولد بمدينة حلفا الواقعة بشمال السودان في العام 1949، وزينت القناة أكذوبتها أن الاسم الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي هو(عطا الله عبد الرحمن شاؤول)، ولديه شهادة ميلاد سودانية، وله أقارب يحملون البشرة السمراء الأفريقية من الدرجة الثانية، مشيرة إلى أن عائلته كانت من أغنياء السودان، حيث يمتلكون أراضي على مساحات واسعة هناك، وادعت أن عائلة (نتنياهو) ذاع صيتها فى مجال التجارة، وبالتحديد فى الاستيراد والتصدير، موضحة أنه فى أعقاب تولى الرئيس الراحل جعفر النميري رئاسة السودان، اضطرت عائلة(نتانياهو) الهجرة ل«إسرائيل»، بعدما منع الرئيس جعفرالنميري تعاطى الكحوليات، فيما فضل بعضهم الهجرة للولايات المتحدة،وأوضحت أن الارهابي السفاح بنيامين نتانياهو كان يخفى دائما فى شبابه، وعندما جند فى الجيش الإسرائيلى إتقانه للغة العربية والنوبية، حيث إنه هاجر من السودان فى عمر الخامسة عشرة، ولما وصل «إسرائيل» غير اسمه إلى بنيامين نتانياهو وأخفى أصوله السودانية. السودان مازال في بؤرة الأطماع الصهيونية لما يملكه من ثروات طبيعية وزراعية ومائية وموقع استراتيجي هام في المنطقة ، فهل تشكل هذه الأكذوبة فصلا جديدا لتفتيت السودان ووحدة أراضيه وشعبه.