وتنفرط سحابة داكنة.. ترسم ظلالاً حالكة السواد على ثرى الموطن البديع.. ويمسي الوطن كل الوطن.. صيوان حزن باكِ وحزين..تنسج جنباته أقداح القهوة المرة..وهي تتقاطع طولاً وعرضاً.. ودوحة الغناء ينحبس عنها الماء.. تيبس الاغصان والصفوق وتبقى الاشجار مجرد عمود.. يحطوطب العشب.. تذبل الازهار وتجف الورود.. وزيدان يرحل خلسة بلا وداع.. وتبكي كل عيون الوطن.. وهنا تتجلى عظمة هذا الشعب النبيل الوفي الفريد.. ما أعظم حزنك يا شعبي ما أنبل روحك يا وطني.. ما أندر نوعك يا شعبي.. وهكذا هي الأمم العظيمة لا تعتبر الذين رحلوا من أبنائها مجرد ذكرى عابرة فهم حياتها المتجددة وأملها الذي لا يخيب.. ويرحل زيدان.. وتسقط حبة الحنطة لتموت.. لتعطي ثمراً كثيراً.. ويرحل زيدان.. ولكنه.. بيننا صبحاً ومساء.. غدواً ورواحاً.. حلاً وترحالاً.. يترك فينا.. البدائع والروائع.. يبقى بيننا.. ونحن نبكي في لحظات الفراق والخصام والهزيمة.. في الليلة ديك.. يبقى بيننا عند الوداع وأمام القطارات المتجهمة.. ومحطات الوداع الباكية ونحن نتمتم داوي ناري.. هو بيننا.. عند اللقاء وتشابك الأيدي.. وطلاقة وحلاوة المعابثة الحلوة.. وسط الزهور متصور. لك المجد يا شعبي.. شكراً نبيلاً واسعاً وشاسعاً.. وأنت تحسن وداع زيدان.. لا أجد ما أهديه لك.. غير هذه التذكارات والذكرى. ما أصلو ريده أصبح حياتي من يوم فؤادي لهواها انهدى وأنا عايش أقاوم في الظروف راجيها تعطف وتحن للنداء ما كان محال أهديها الغرام و ابقي راهب ليها واعبدها *** يا غالية يا زينة حياتي مشتاق لشوفتك لي زمن وانت عارفة شبابي كلو وهبتو لي حبك تمن ألقاك متين وحياة سنين واتهني بي قربك زمن *** لما تهيمي بالبسمة تتفجر بسيماتك درر تلقينا في غربة وشجن تايهات قلوبنا بلا سفر تتملأ من بعدك لهيب ما صبرنا من بعدك ودر من بعدك إنتي يعيش منو ومن تاني مين يتمني العمر