تعودنا طيلة الفترة السابقة على نمط محدد من البرامج التي يتم تنفيذها دون دراسة مستفيضة... والشواهد على ذلك كثيرة لا حصر لها... ليس اقلها تشييد الطرق أو المنشآت قبل أن تتم ازالتها لعدم جدواها... الشئ الذي يستهلك الكثير من ميزانية الدولة.. دون ثمار تذكر... من تلك الأمثلة الاكاديمية السودانية للطرق والمرور... فما أن بدأت تخطو نحو عامها الثاني... حتى تنادت اصوات كثيرة بضرورة الغائها وضمها لاتحاد مدارس تعليم القيادة... لتصير مثلها مثل بقية المدارس .. كما أن الاكاديمية قد احتكرت التعليم النظري دوناً عن بقية المدارس... وهذه قصة معقدة تضرر منها أصحاب المدارس كثيراً...!! ما هو مثير للاستغراب... تلك الارقام الهائلة من الرسوم التي تفرضها الأكاديمية في 6 محاضرات تقدمها في ثلاثة أيام للمتلقين... !! فالرسوم التي يدفعها الدارس 230 جنيهاً.. مضاف إليها رسوم المدرسة 180 جنيها ل 7 حصص بمعدل 25 جنيها للحصة.. في حين أن اصحاب المدارس قد ابدوا استعدادهم لالغاء هذه الرسوم عندما يضاف إلى مقرراتهم العملية المحاضرات النظرية التي تحتكرها الأكاديمية.. الشئ الذي سعى لأجله اتحاد المدارس.. وهذا ما طالب به الاتحاد في شخص الأستاذ مأمون بحيري الناطق الرسمي بإسم اتحاد اصحاب مدارس تعليم قيادة السيارات.. وتتمثل وجهة نظر الاتحاد في أن الجانب النظري عبارة عن توعية مرورية تعتبر من واجبات المدرسة دون أخذ أجر أو مقابل عليها... ونحن إذ نقف مع اطروحات الاتحاد... نقف بذلك مع المواطن الذي يسعى لتعلم القيادة في ظل الضغوط الاقتصادية الراهنة... لا يفوتنا توضيح أن ذات الدور الذي تضطلع به الأكاديمية... كان فيما مضى من صميم واجبات مدارس تعليم القيادة... وكما أسلفنا... يعتبرها الاتحاد كخدمة تكميلية للدارس.. ولكن الاكاديمية جعلت منها كورسات.. ومحاضرات.. زادت من الأعباء المادية.. فيكفي أن مقرها بعيد - لأنها واحدة فقط - عن كثير من نواحي العاصمة... ويأخذ الذهاب إليها الوقت والجهد.. بالمقارنة مع المدارس المنتشرة في جميع ارجاء المنطقة... الخرطوم - بحري - أم درمان.. ننتظر يوم الخميس القادم لنرى ما سيخرج به اللقاء المرتقب بين شعبة المدارس ومدير الادارة العامة لشرطة المرور... نرجو من الجانبين مراعاة الجانب «الغائب» عن ذلك اللقاء... وهم الدارسون الذين كلت ايدهم من «الدفع» بفائدة... وبدون فائدة..!! فهل الأكاديمية انشئت دون دراسة مستفيضة..؟!