في مرات سابقة... كشف لنا الأستاذ مؤمن الغالي ما سيكون عليه لو اعتلى منصب رئاسة الجمهورية لساعات فقط... واوضح لنا عن خطط ثرة... وعزيمة وبسالة وجرأة... في تسيير شؤون البلاد.. وها أنا ذا الآن... ليس مجاراة لمؤمن... فهو لا يجارى في حروب اليراع... ولكن لأنني فعلاً كنت سأنفذ خطة أراها »ما تخرش المية«... فبعد أن استفحل الأمر... وفاقت المنصرفات ما هو محتمل... وبدأ كاهل المواطن يتداعى من ثقل الحياة... ومشقتها.. اسمحوا لي بتقمص منصب الرئاسة... كما فعل استاذنا مؤمن... وإلى خطتي.. وهي خطة واحدة فقط... إصلاح الراهن المتأزم - الاقتصاد - تخرجنا من مأزق الجوع الذي يتهدد العالم بأسره من حولنا.. ونحن جزء منه..! أول قرار لي... سأتخذه بجرأة ورباطة جأش.. أن يتم تجميد عامل كامل... خلال هذا العام... لا تعليم.. نعم.. لا تعليم مطلقاً... لن أسمح بأن يحمل أي إنسان قلم أو ورقة... طالما أنه يأتمر بأمري.. ولا أن تصدر صحيفة... ولن يجلس أحد في مكتب... ولا حتى محاسبين... ولا سياسيين.. لن أسمح للمطابع بالدوران.. ولا أسواق الملابس والكماليات.. ولا بالبث المسموع أو المرئي... لن تعمل كل هذه في ذاك العام.. وأصدر أمراً لكل أولئك بالتفرغ التام للزراعة... بعد أن أوجه كافة ميزانية الدولة وأوظفها في حفر القنوات والترع وجلب البذور وتوزيع الاراضي الزراعية - وتحويل غير الزراعية منها لتكون كذلك - توزيعها كلها على الناس... بدون أيما ضمانات... وبدون حتى بطاقة شخصية.. فالجنسية فقط تكفي... سأجبر الجميع على تجميد ذاك العام .. المهم أنني لن أجبر أحداً على أن يزرع.. فالإغراء بالمجانية هما مبدئي في هذه الخطة.. على أن لا استقطع من الزراعين أيما مليم بعد الحصاد... وستكون 90% منها قمحاً... أو أرزاً في اماكن زراعة الأرز.. أو دخن .. فلن أنظر إلى هذه الخطة بعين الاستثمار البغيضة.. لا أريد ارباحاً... فالربح الحقيقي هو أن أملأ مخازن الدولة لأعوام قادمات... والفائض يأتي لنا بالدولار... واليورو.. والجنيه الاسترليني... عام بتمامه وكماله.. لن يعمل فيه أحد في غير الزراعة... ما عدا العسكر.. وبائعي السلع الضرورية... التي إن افتقدها المواطن.. هلك..!! لن يغني مغن.. ولا مطرب... لا مكتبات ولا ثقافة.. وسأحمل الواسوق بنفسي.. «أواسي» نصيبي من أرض زراعية أو استصلحها.. وابذر متقدما الركب.. الذي به المذيع والصحفي والأستاذ والطالب.. ورجل الأعمال ورجل ال «لا أعمال».. وكل من يستطيع... ليصبح ثمن الرغيفة لدينا قرش واحد... ولن تجد جائعاً أو محتاجاً بعد ذلك.. سيصبح القمح على «قفا من يشيل»..!!