خيب نجوم المريخ والهلال كل التوقعات وقدموا لنا مباراة متواضعة بعيدة كل البعد عن مباريات القمة المنتظرة حيث كثرت أخطاء التمرير والتمركز والتسليم والتسلم واللعب الممرحل من وسط الملعب وعن طريق الأطراف . وشهدت المباراة الكثير من العك والعراك واللعب على الأجسام الذي نبهنا اليه وحذرنا منه قبل انطلاقة المباراة وكادت المباراة ان تتحول الى ساحة للركل والرفس بمباركة من حكم اللقاء الذي فشل في الخروج بها الى بر الأمان بسبب قراراته العكسية وتساهله مع العديد من حالات المخاشنة التي بدرت من عدد من اللاعبين بقيادة مساوي الذي كان يستحق الطرد بالبطاقة الحمراء وبله جابر وباسكال وغيرهم من اللاعبين الذين استمراوا عملية اللعب على الاجسام ونستطيع ان نقول بان اجمل مافي المباراة هو اهدافها الأربعة التي أحرزها اللاعبون والتي كان اجملها هدف المغربي عبد الكريم الدافي من التهديفة المتقنة التي سكنت الشباك بطريقة البلياردو فيما جاء الهدف التعادلي الثاني لفريق الهلال بخطأ فادح من دفاع المريخ الذي ترك النجم مساوي القادم من الخلف وحيدا ليحرز الهدف التعادلي . المباراة خلت من الجماليات واللمحات الفنية وانحصر اللعب في وسط الملعب وان كان التحضير لدى لاعبي المريخ هو الافضل من نظرائهم لاعبي الهلال الذين كانوا يؤدون ادوارهم ببطء ملحوظ ساهم في قتل الهجمات الهلالية . واحقاقاً للحق نستطيع ان نقول بان فريق المريخ قد كان الافضل في اجزاء كبيرة من المباراة وبخاصة في شوط اللعب الاول وقد ضاعت له عدد من السوانح من تحت اقدام اديكو وساكواها ووارغو والبديل محمد عثمان هنو كانت كفيلة بان تقيم مهرجان اهداف في مرمى الهلال وفي المقابل لم تسنح للاعبي الهلال سوى فرصتين للتهديف كانت الاولى لسادومبا وهو في مواجهة المرمى حيث لعب الكرة برعونة في وجه الحارس يسين الذي نجح في ابعادها الى ركنية ولكن الحكم الدولي بدر الدين عبد القادر لعب الكرة من منطقة الضربة الحرة دون ان يحتسب الركلة الركنية وسط دهشة كل المشاهدين والمراقبين والفرصة الثانية كانت لخليفة من تمريرة هيثم الذكية والتي وضعه بها في مواجهة الحارس يسين وبدلا من ان يمرر لاتوبونج او سادومبا المتواجدين في مواقع استراتيجية لغزو المرمى لعب الكرة في الشبك الخارجي لتضيع اثمن فرصة هلالية في شوط اللعب الثاني . ولعلى التعادل الايجابي الذي انتهت اليه المباراة قد ساهم وبدرجة كبيرة في ان تنام ام درمان العاصمة الوطنية هادئة بلا ضوضاء الا من فرح اهل القبيلة الحمراء بالتتويج الذي تم بطريقة غريبة بعيدة عن التقليدية المعروفة والتي كان من المفترض ان تكون بصورة افضل من تلك الصورة البالية التي تم بها تتويج فريق المريخ وهذه كانت واحدة من ابرز مساوي ليلة التتويج ولا ادري ماهي الحكمة في ان يكون التتويج بمثل تلك الصورة المملة الرتيبة والتي افقدت البطولة رونقها وبهاءها . بقى ان اقول بان الحارس يسين قد كتب شهادة ميلاده بين خشبات المريخ من خلال هذه المباراة التي كان احد نجومها بجانب زميله باسكال المدافع المتميز بينما كان الحارس الخبير المعز محجوب يتفرج على هدف الدافئ التعادلي حيث اكتفى بمتابعة الكرة وهي تتهادى داخل شباكه اضافة الى ان القيصر هيثم مصطفى قد اكد بان الدهن في العتاقي وانه كعود الصندل الذي لايزيده الاحراق الا طيباً فهو قد يغيب في اجزاء من المباراة ولكنه بتمريرة واحدة أو تمريرتين يمكنه ان يخلص الماتش وهذا مايميز الكابتن هيثم على كل اقرانه . اخيرا نقول وبكل صدق بان القمة كانت وهمية وبلا حضور ايجابي اذا استثنينا الاهداف الاربعة وهي جزئية نتمنى ان يستفيد منها المدربون والاداريون لكي تكون نبراسا يضئ طريق الفريقين في البطولات الافريقية وفي فعاليات الموسم القادم . تمريرة .... أخيرة ان كان لقمة الممتاز الوهمية حسنة واحدة يمكن ان تذكر فهي تتمثل في الجمهور الذواق الذي كان يمثل فاكهة اللقاء بوعيه وادراكه وحسه الكروي المرهف حيث لم ينجرف مع تداعيات البعض من اللاعبين الذين حاولوا ان يخرجوا بالمباراة الى منحى اخر فطوبى لهذا الجمهور الوفي الذي يؤكد في كل مناسبة انه جمهور ذواق وواع ويعشق الكرة الجميلة المموسقة ايا كان مصدرها .