في جلسة على مائدة الغداء بعد ندوة عن قانون الصحافة وميثاق العمل الصحافي بدار اتحاد الصحافيين.. جلوساً على مائدة واحدة البروف علي شمو وأحمد عبد الوهاب رئيس تحرير الحرة والدكتور تيتاوي والزعيم اليساري والصحافي التيجاني الطيب رئيس تحرير جريدة الميدان لسان حال الحزب الشيوعي لأمد طويل.. ذكر الأستاذ أحمد عبد الوهاب أن التيجاني الطيب وهو يستقل سيارته وجد الأستاذ محمود أبو العزائم يقف على الرصيف.. فتوقف ليقله معه قائلاً له بسخرية أبو العزائم رغم الانتهازية الواعية لا تملك عربية. التجاني ضحك حتى بانت نواجذه.. وأنكر هذه الحادثة.. فعلق البروف شمو بأن قال له هذه الحادثة تشبهك يا التيجاني.. فجعنا وفجع الشعب السوداني ومحيطه الصحفي والمثقف برحيل التيجاني الطيب أحد قيادات الصف الأول في الحزب الشيوعي الأوائل ومن أبكار الشيوعيين.. حيث تم تجنيده بالحزب وهو بالقاهرة حيث كان يدرس وكان رئيساً لتحرير صحيفة الميدان العلنية والسرية اشتهر بقلمه المتوقد شجاعة ولسانه.. كان رجلاً تنظيمياً من طراز فريد.. مهاب جداً وصارم القسمات كما يقول أستاذنا كمال حسن بخيت.. رغم أنني رأيته ووجدته رجلاً ووسيماً بهيبة، لا تخطئه العين وهكذا حال القيادات.. عرف عنه أنه في اجتماعات التجمع الوطني الديمقراطي كان يلتزم بأجندة التجمع ولا أحد يستطيع أن يقول كلام منفرداً والتجاني موجود.. توفي عن عمر يناهز ال 86 عاماً.. له اثنان من الإخوة توفيا ولم يحضرهم، فقد كان إما خارج السودان أو في المخابي.. له ابنة واحدة هي عزة وهي مقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشقيقته الأستاذة سلوى زوجة البروف بركات موسى الحواتي وله شقيقتان تعملان بالتدريس وتدرسان اللغة الإنجليزية.. وكنت إحدى تلميذاتهن على ما أذكر الأستاذة نوال الأستاذه سواهي، وتزاملت مع الأستاذة رويدا عبد الماجد ابنة شقيقته الهداية.. وله شقيقة اسمها فاطمة.. وكان عزاؤه بمنزله بالثورة الحارة العاشرة شهد كل ألوان الطيف السياسي لم يستثنِ أحداً، وجاء المؤتمر الوطني بقيادته. ألا رحم الله التجاني الطيب الرجل المصادم المتقشف الزاهد الذي أمضى حياته كلها في الحزب وكل عمره في المخابئ الحزبية والمعتقلات .. حتى أنه لا يعلم أبناء عمومته خارج الخرطوم. زادني الأستاذ كمال حسن بخيت بأنه كان رياضياً يمارس الرياضة يومياً حتى داخل المخابئ الحزبية ومصادم من أجل قناعاته الحزبية ألا رحم الله أبو عزة وأسكنه فسيح جناته. الدكاترة ولادة الهناء: اتصل بي عدد من الأطباء الشباب الذين كانوا قد عارضوا تعيين البروف مأمون حميده محتجين على ترشيح الدكتور صلاح عبد الرازق مديراً عاماً لصحة الخرطوم. قالوا: لم يتم صرف النظر عن تعيين د. صلاح من قبل الوالي الخضر ووزير صحته.. فإنهم سيضعون يدهم في يد د. مأمون حميده. هؤلاء الشباب يأخذون على د. صلاح مدير الطب العلاجي بالوزارة أنه قام أيام الخلاف الشهير في الصحة بإعفاء المدراء الطيبين ومساعديهم بمستشفيات الخرطوم.. الحديث عن هذا الحفل الطبي الذي جنح جنوحاً 180 درجة نحو السياسة يحتاج لحديث فابقوا معنا.