كنّا ولازلنا ننادي بضرورة ان يتقلد المدرب الوطني مهامه في قيادة الاندية السودانية من موقع المدرب الاول وليس المدرب الثاني او مدرب الفزعة كما تطلق عليه الجماهير والمراقبون وقد ظللنا ومنذ عهود قديمة نعتبر المدرب الوطني هو مدرب فزعة أو مدرب طوارئ إن صحت التسمية حيث لا يلجأ اليه الاداريون ورؤساء الاندية في كل انديتنا وبخاصة اندية القمة الجماهيرية هلاريخ الا في حالات الطوارئ والحالات القصوى عندما تحتدم الامور في نهاية الموسم أو مع منتصف الجولة الثانية من عمر الدوري الممتاز ويفشل المدرب الاجنبي في مهمته فيكون المدرب الوطني هو البديل المؤقت للمدرب المقال حتى نهاية الموسم ومن ثم تبدأ رحلة البحث عن مدرب اجنبي آخر قبل انطلاقة الموسم الجديد ولايهم إن كان المدرب الاجنبي مقتدرا ومتميزا وينحدر من احدى المدارس الكروية الكبرى في العالم المهم ان يكون اجنبياً وخلاص حتى يقال ان الادارة المعنية قد استقطبت لفريقها مدربا اجنبيا . ولعل من أهم السلبيات التي تعترض مسيرة المدرب الوطني وهو يقود الفرق الوطنية من موقع المدير الفني هي تلك التدخلات الادارية من رؤساء الاندية وادارة الكرة في عمله بالدرجة التي تؤثر بصورة مباشرة في عمل المدرب الوطني وتساهم في عدم تحقيق النجاح المنتظر ويعاب على عدد من مدربينا الوطنيين ضعف الشخصية في مواجهة هذه التدخلات خوفاً وحرصاً على ضمان الاستمرارية والديمومة في قيادة الفريق فتكون النتيجة في نهاية الامر تقاعس وتخلف وفشل ذريع في تحقيق النتائج الايجابية التي تسعد القاعدة الجماهيرية العريضة للنادي الذي يتولى المدرب الاشراف عليه يحدث هذا في حين ان نفس الاداريين يقدمون كل فروض الطاعة والولاء للمدرب الاجنبي ولايتدخلوا في عمله ويتركوا له مهمة الشؤون الفنية كاملة غير منقوصة دون أن يفرضوا عليه أي رأي معارض حتى لو كان المدرب الاجنبي يسير في الاتجاه المعاكس الذي لايخدم مصلحة الفريق ويتسبب في تواضع نتائجه والامثلة على ذلك كثيرة لعدد من المواقف لرؤساء أنديتنا واداريهم الامر الذي يؤكد وبوضوح تام أنه لا كرامة لنبي في وطنه واذا كان هنالك مايجب ان نشير اليه في هذه العجالة فهو ان نطالب رجالات الاتحاد العام بضرورة العمل على تأهيل المدربين السودانيين بصورة علمية مدروسة بإقامة السمنارات التدريبية المتقدمة داخليا وخارجيا حنى تساهم في ايجاد مدربين سودانيين على مستوى عال من الكفاءة والنبوغ التدريبي وقد اعترف لي الكابتن محمد عبد الله مازدا في أحد حوارته معي في مدينة الدمام بأن المدربين السودانيين المؤهلين تاهيلا عاليا يعدون على أصابع اليد الواحدة وهو أمر يحز في النفس كثيرا « تمريرة ... أخيرة ونحن نتحدث عن المدرب الوطني وننادي بضرورة ان ينال حظه من الاهتمام والرعاية وتقلد دور البطولة المطلقة تمر بذاكرتنا ذكرى مدربين سودانيين افذاذ منهم من رحل عن دنيانا ومنهم من لايزال على قيد الحياة نتمنى لهم طول العمر والحياة المديدة فذكرى الكوتش الراحل عبد الفتاح حمد ستبقى خالدة في ذاكرة الكرة السودانية الى ان يرث الله الارض بمن عليها فهو المدرب الوطني السوداني الذي قاد منتخب الوطن الى الانجاز الافريقي الاكبر في الفوز ببطولة الامم الافريقية السابعة التي اقيمت في الخرطوم عاصمة الصمود يوم ان جندلنا عتاولة الكنغو ومصر وغانا وسجلنا ذلك الانجاز التاريخي بصناعة وطنية خالصة ولن ننسى اسم الكوتش الراحل منصور رمضان مدرب المنتخب الوطني وفريق المريخ وهو مدرب حقق المعجزات مع فريق المريخ في الدوري المحلي وهنالك الكوتش الراحل عثمان الصبي مدرب الهلال وهو قامة تدريبية سامقة والعملاق سيد سليم وجعفر ضرار والخبير الدولي محمد حسن نقد وغيرهم الكثير وبين جيل اليوم هنالك العديد من الاسماء القادرة على السير بالكرة السودانية الى الغايات المرجوة لها سواء كان ذلك على مستوى الاندية او المنتخبات أمثال الخبير احمد بابكر وشرف الدين احمد موسى ومحمد محي الدين الديبة والفاتح النقر وسيد محمد صالح ومحمد الطيب وفاروق جبرة وابراهومة وعاكف عطا ومبارك سليمان وبرهان تيه وشوقي عبد العزيز والفاتح الريشة وغيرهم من الاسماء الشابة القادرة على اداء دورها بصورة مثالية ومشرفة فقط هم في حاجة ماسة الى الثقة من قبل ادارات الاندية لكي يتقلدوا مهام الشؤون الفنية في انديتنا حتى نحس بقيمة المدرب الوطني ونسعى لتحريره من مهمة مدرب الطوارئ والفزعة «