الإصابة بالإيدز لا تعني بالضرورة سلوكاً منحرفاً يعتبر مرض الإيدز حتى الآن من أكثر الأمراض خطورة وأشدها وطأة على الإنسان نظراً لسرعة انتشاره التي تفوق كافة الجهود الدولية والإعلامية والطبية الرامية للتصدي له في كافة دول العالم، ولعل ما يصاحب هذا المرض من ذعر وخوف نظراً لعدم وجود علاج شافٍ، فإن التثقيف الصحي بهذا المرض يبقى السلاح الناجع لمكافحته ومنع انتشاره، ومما لا شك فيه إذا أصبح الشخص على دراية بأسباب المرض وكيفية انتقاله، فإنه بالتأكيد سيحول ذلك الخوف إلى إجراءات وتغييرات في سلوكه ونمط حياته، وبهذا يحصن نفسه وأهله ووطنه من الإصابة بهذا المرض. والمرضى المصابون بالإيدز يحتاجون لهذه المعلومات التي تمكنهم من التكيف والتعايش مع المرض ومع الآخرين من حولهم وعدم انتقال المرض إليهم ، وهذه مقتطفات عن طاعون العصر. - ما هو الإيدز؟ هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان، وبالتالي يفقد الإنسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطانات، فعندما يغزو الفيروس الخلايا المناعية الرئيسية المسماة بالخلايا الليمفاوية (T) ويتكاثر فيها، فإنه يسبب تدميراً لجهاز المناعة بالجسم، مما يؤدي إلى حالة ساحقة من العدوى، وهكذا يكون الجسم لقمة سائغة وفريسة سهلة للعلل والأمراض المختلفة، ويسمى هذا الفيروس فيروس نقص المناعة البشري، والاسم العلمي لمرض الإيدز هو متلازمة العوز المناعي المكتسب أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة- لا يوجد حتى الآن علاج شافي لهذا المرض، لذلك الإصابة به تستمر مدى الحياة. - ما معنى فترة الحضانة وما هي مدتها في مريض الإيدز؟ يمر مريض الإيدز بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وبين ظهور الأعراض المؤكدة للمرض وفي الإيدز غير معروفة بدقة، إذ يبدو أنها تتراوح بين 6 أشهر وعدة سنوات قد تصل إلى 10 سنوات. - ما هي أعراض مرض الإيدز؟ بعد 3-4 أسابيع من دخول الفيروس للجسم يعاني 50- 70%من المصابين من توعك وخمول وألم في الحلق يشبه الرشح أو الانفلونزا وهي ليست خاصة بمرض الإيدز، واعتلال في الغدد الليمفاوية وآلام عضلية وتقيء وصداع ويظهر طفح جلدي على الجذع وقد لا تظهر أية علامات في هذه الفترة. تستمر هذه الأعراض إذا ظهرت لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ثم تختفي ويدخل المريض في طور كمون ويستمر طور الكمون من شهور إلى عدة سنوات، يتكاثر خلالها الفيروس ويصيب أكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي- وفي المرحلة التالية تظهر أعراض في شكل تضخم مستمر في الغدد الليمفاوية وتدوم على الأقل 3 أشهرو مع وجود سبب لهذا الاعتلال ثم تتطور الحالة لتشمل المظاهر التالية: نقص الوزن- فتور وتعب- فقدان للشهية والإسهال الشديد- التهابات وتقرحات في الفم والأغشية المخاطية- التهابات جلدية فطرية وبكتيرية- ارتفاع درجة الحرارة دون سبب معروف وغير مستجيب للعلاج- التعرق الليلي- تضخم الطوحال والغدد الليمفاوية والكبد. فإذا حدث ما تم ذكره من أعراض مزمنة، فإن الشخص الذي يعاني منها يعتبر مصاباً بما يسمى مركب الحالات المتعلقة بالإيدز، وفي حالات أخرى تكون أول علامة للإصابة بفيروس الإيدز هي ظهور واحدة أو أكثر مما يسمى الحالات الانتهازية من العدوى، ومن أكثر الحالات الانتهازية شيوعاً هي الحالة التي يكون فيها: اللسان مغطى بنتوءات بيضاء وهو ما يسمى بالقلاع الضمني- أو الإصابة بفطر الكانديدا ويدل على تدهور جهاز المناعة، هذا بالإضافة للطفيليات المعوية- الالتهاب الرئوي الناتج عن الإصابة بطفيل يسمى التكيس الرئوي الكاريني- كما يوجد سرطان جلدي يكون نادر الحدوث في غير المصابين بالإيدز يسمى (كابوسي ساركوما)- وقد يصاب بعض الناس بفيروس الإيدز ولا تظهر عليهم الأعراض الانتهازية السالفة الذكر ولكن قد تظهر عليهم خلال سنتين إلى عشر سنوات أو أكثر بعد الإصابة بالفيروس. - ما هي مرحلة الإيدز؟ تمثل أسوأ مراحل العدوى وتظهر العلامات السابقة ولكن بصورة أشد وضوحاً مع وجود أمراض انتهازية وأورام خبيثة نتيجة للعوز المناعي- وتظهر الأعراض على 25%من المرضى بعد مرور 5 سنوات من الإصابة، وعلى 50% من المرضى بعد 10 سنوات من الإصابة، وبعض المرضى تظهر عليهم الأعراض بعد مدة أطول. - العوامل التي تساعد على سرعة ظهور الأعراض: تكرار التعرض للعدوى- الحمل- الإصابة بأمراض تضعف المناعة. - طرق انتقال الإيدز الطريقة الرئيسية للعدوى هي الاتصال الجنسي الطبيعي أو الشاذ بشخص مصاب، ووجود أمراض جنسية أخرى يضاعف احتمالات العدوى، وتنتقل العدوى كذلك عن طريق: نقل الدم أو مشتقاته الملوثة بالفيروس- زراعة الأعضاء (كلية)- كبد من متبرع مصاب- استخدام إبر وأدوات حادة أو ثاقبة للجلد ملوثة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم- عن طريق الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى وليدها أثناء ولادته أو عن طريق الرضاعة الطبيعية (الثدي). - هل يوجد لقاح ضد فيروس الإيدز؟ لم يتم حتى الوقت الحاضر اكتشاف لقاح ضد فيروس الإيدز، ومن أهم العقبات التي تعوق هذا الهدف هي أن الفيروس يغير تركيبته بصفة مستمرة من خلال تحوراته الخبيثة الماكرة التي يجريها في تركيبه الجيني، فيستطيع أن يراوغ آليات الدفاع الموجودة بالجسم الهادفة للتخلص من الخلايا المصابة.