السيدة رباح الصادق المهدي كما يشهد لها الكثيرون بذلك كاتبة وأديبة مبدعة غير أن من الإبداع - شأن الحب - ما قتل..! قبل أيام خرجت علينا الأستاذة رباح بمناجاة سياسية مع شقيقها العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية وصفها الأستاذ محمد عبد القادر نائب رئيس التحرير بصحيفة (الرأي العام) بأنها «مناحة وردَحِي) أثارهما في نفسها ونفثها قبول شقيقها عبد الرحمن بالدخول في مشاركة وقسمة للمهام والهموم الوطنية مع الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني). ونحسب أنها لم تكن موفقة في الانجراف والتماهي خلف العاطفة السياسية.. والعاطفة - أحياناً - قتالة ولا سيما في السياسة. نحن نعلم أن حزب الأمة القومي (شركة قابضة) يملك جل أسهمها وأرباحها آل البيت وبخاصة في الألفية الثالثة أو قبلها بقليل. إلا أن ما طال غيره من الأسر والأحزاب قد طاله هو أيضاً.. فظهر فيه ومن قلب الأسرة من له وجهات نظره ومرئياته وبخاصة في السياسة والهم العام لدى من لديه ثقافة عسكرية وطنية لا تُعنى بالردحي وضرب الخدود وشق الجيوب..! العقيد عبد الرحمن الصادق مساعد رئيس الجمهورية أدى القسم الدستوري ورفع التمام للوطن ومارس نشاطه بمخاطبة مؤتمر اتحاد الشباب الأفريقي والسوداني وهو الآن يستعد لأسبوع التشجير ورعاية البيئة.. والأجندة تمضي - ما شاء الله - إذ رغم كل شيء (الجمل ماشي..!) كما يقولون.. وعليه فإن ما ذرفته رباح من دموع كان أولى بها أن تحتفظ به لأنه يضر الحزب سياسياً ولا ينفعه وفوق ذلك يذكر الشامتين بأن الأسرة ليست على قلب رجل واحد. فقد فرقت السياسة الجميع وأصبح صوت المرأة في الأسرة المهدوية أعلى من صوت الرجل ولعل ذلك ما أدركه السيد عبد الرحمن الصادق منذ مدة وجاءت السيدة رباح لتُكحل العين فعمتها.. وذلك هو شأن الإبداع والعاطفة الزائدة ومنهما ما قتل..!!