لا زالت آثار الأزمة الليبية ترمي بظلالها السالبة على السودانيين العائدين من ليبيا.. فقد أدت إلى حرمان المئات من الطلاب من دخول الجامعات السودانية بسبب عدم تمكنهم من إحضار مستنداتهم وأوراقهم الثبوتية من ليبيا بعد أحداث الثورة الليبية، واعتصم العشرات من الطلاب المتضررين وأولياء أمورهم أمام مكتب القبول احتجاجاً على رفض الجامعات استيعابهم بالرغم من ترشيحهم من قبل وزارة التعليم العالي، وأشاروا لتوزيع مائتي طالب فقط من جملة ألف وخمسمائة طالب عائد، وأبدوا تخوفاً من ضياع مستقبلهم الدراسي.. وحمل الطلاب المحتجون لافتات مكتوب عليها (طلاب ضاعت سنة وحاتضيع البعدها)، و (نرجو الحل)، ولافتة أخرى مكتوب عليها (مطلبنا واحد وشرعي) و (لم نيأس) و (طلاب ليبيا مستقبل مجهول) و (هرمنا من الانتظار). وقال أحد الطلاب العائدين ل(آخر لحظة): إن العام الدراسي في منتصفه ولا نزال ضائعين، وانتقد مكتب القبول لعدم تحريكه الأوراق والمستندات للجامعات، مبدياً إحباطه من رفض الجامعات قبولهم بالرغم من توزيعهم عليها، لعدم إكمالهم لمستنداتهم، وأشار لاكتمال أوراق 200 طالب فقط من جملة 1500 عائد. وطالب أولياء أمور الطلاب جهاز شؤون المغتربين بالتدخل العاجل لحل مشكلة أبنائهم. من جانبه أكد مصدر بوزارة التعليم العالي أن الوزارة عالجت مشكلة الطلاب العائدين من ليبيا ووجهت الجامعات باستيعابهم بعد إكمال مستنداتهم وأوراقهم الثبوتية، مشيراً إلى التزام ثلاثمائة طالب فقط بإكمال المطلوبات وحمَّل الطلاب المتضررين مسؤولية عدم استيعابهم، وأكد توزيع الطلاب الذين أكملوا المستندات على الجامعات المختلفة.. وقال المصدر إن المستندات تشمل الشهادات الثانوية والدراسة الجامعية والمستوى الأكاديمي، وأكد أن الوزارة منحت الطلاب المتأخرين فرصة كافية لإحضار أوراقهم الثبوتية من ليبيا بعد انجلاء الأزمة إلا أنهم لم يلتزموا بذلك، وأشار إلى أن القوانين واللوائح تطالب بإحضار الشهادات والمستندات للقبول بالجامعات.