زينت جل صحف الأمس صفحاتها الأول بخبر اعتقال الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي الكبير بحزب المؤتمر الشعبي والذي كان له حضوره الإعلامي والسياسي في الفترة الأخيرة والحزب يتصدر الدعوة للإطاحة بالنظام الحاكم. وإن كان اعتقال الشيخ السنوسي وبعض رموز وقيادات حزبه من الأمور المعتادة إلا أنه خبر لا يسر من الناحية العاطفية والعلاقات الشخصية. ولكن تصرفات القيادات وأنشطتها رغم الحرية المتاحة لها حساباتها حتى لا تعين غيرك عليك.. أو كما يقول الأخوة المصريون (أمش عِدِل يحتار عدوك فيك..!) لقد قال كمال عمر - المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي والناطق بأسمه كما طالعت ذلك في صحيفة (رأي الشعب) وغيرها (أن السنوسي مارس حقه الدستوري في التنقل وهو مسؤول الاتصال بالحزب..!) وذلك صحيح إلا أن السؤال هنا للأستاذ كمال: أين كانت وجهة الشيخ السنوسي وعودته وهو يتنقل خارج البلاد؟ فالجواب على هذا السؤال مكانه من منظمات المجتمع المدني ودعاة حقوق الإنسان والمدافعين عنها. وبغض النظر عن تصرف الطرف الآخر وإجراءاته في هذه الحالة وهو جهاز الأمن والمخابرات السوداني وأضرابه فأن دولة جنوب السودان المستقلة حديثاً بينها وجمهورية السودان الكثير مما أساء للعلاقات بين الطرفين وبخاصة بعد مساندتها لعبد العزيز الحلو في حربه في جنوب كردفان ولعقار في جنوب النيل الأزرق وقبل ذلك إحتضانها قبل الاستقلال وبعده لحركات دارفور المتمردة ثم رعايتها لما عرف بتحالف كاودا.. وهو حلف وتجمع عسكري وليس بسياسي. وتأسيساً عليه، فإن ذهاب الشيخ السنوسي إلى جوبا في هذا الظرف وهو الذي يدعو إلى اقتلاع النظام الحاكم (جهاراً نهاراً) وفي أجهزة الإعلام لابد أن يرفع الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام بل وسوء الظن لأن المناخ كله يقول بذلك. جهاز الأمن لم يقل كلمته بعد في الموضوع وهو ما كنا ننتظره وننتظر إطلاق سراح الشيخ السنوسي لنفهم منه أيضاً الوجه الآخر في المسألة وإن كانت العلاقة بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان لا تحتاج (درس عصر) كما يقولون. والسيد سلفا قد بدأ زيارته لدولة العبرية (إسرائيل) يوم أمس.