كان هذا الأسبوع هو أسبوع «فرز العيشة» بين حزب الأمة القومي وبقية أحزاب المعارضة التي انطوت تحت لواء ما يدعى «قوى الإجماع الوطني» التي سبق لقادتها «أبوعيسى وكمال عمر» أن غادرا دار الحزب قبل أيام زعلاً وحرداً.. قبل أن يكمل السيد زعيم حزب الأمة خطابه السياسي في ذلك اليوم. ü غير أن ميلادية الإمام ال «77» كانت فاصلة وقاسية بحق في هذا الموضوع.. فقد ذكر في خطابه في المناسبة السنوية المشهودة أن قوى الإجماع أدخلت المعارضة في أزمة مصداقية وأضحكت الناس عليها واصفاً قراراتها بالفوقية والتي لا تمس الواقع بل أضاف السيد المهدي إلى ذلك أن بعض عناصرها تحركهم دوافع ذاتية تجعلهم يسعون للقفز فوق المرحلة - وربما قصد بهؤلاء حزب المؤتمر الشعبي وحزباً آخر لم يسمه.. وفوق ذلك أبدى أسفه لعدم مراجعة علاقته بالحركة الشعبية التي وصف فيما بعد زيارة رئيسها سلفا لإسرائيل بالفعل الشيطاني. ووصف مشروع الجبهة الثورية بالعلماني والعمل لإسقاط النظام الحاكم بالعمل المسلح. وهو ما رفضه قائلاً ألا سبيل للاطاحة بهذا النظام إلا عبر العمل المدني والأجندة الوطنية.. محذراً من استمرار الحروب. ü ونحسب أن من ينظر إلى ذلك كله بعين فاحصة سيجد أنه أمام «طبعة جديدة» لحزب الأمة القومي وإن كانت هذه الطبعة قد بدأت بدخول السيد عبد الرحمن الصادق المهدي إلى سدة رئاسة الجمهورية مساعداً للسيد الرئيس وانخفاض صوت الدكتورة مريم الصادق وقد كانت ناطقاً باسم ما يدعى قوى الإجماع الوطني وتوليفاته وتركيباته الأخرى..! ü إنها طبعة جديدة حقاً قربت المسافة مع المؤتمر الوطني وباعدتها مع الآخرين الذين لم تكن لهم دار يحجون إليها ويطوفون حولها غير دار حزب الأمة بأم درمان. فقد أصبح هؤلاء الآن مشردين إن لم نقل أطفال شوارع وشيوخاً وعجزة يبحثون لهم عن دار تأويهم وسبلاً لكسب العيش السياسي. وهكذا حال الدنيا والسياسة هي فن الممكن..!