غداً الأحد - الأول من يناير 2012م - تحل الذكرى (56) لاستقلال البلاد في فاتحة يناير 1956م والذكرى اليوم غيرها بالأمس من حيث المعالم والمحطات الكبيرة التي مرّت بها البلاد ومنها ماهو سالب وماهو موجب ولكن لكل حساباته وتقديراته. من أشهر تلك المحطات محطة انفصال جنوب السودان عن شماله في 9 يوليو - تموز 2011م غير أن ذلك لم يتم بالبندقية كما درجت سائر حركات التمرد في الجنوب من أنانيا الأولى وإلى الحركة الشعبية لتحرير السودان إنما بآلية الاستفتاء في الجنوب التي كانت أحد خيارات اتفاق السلام الشامل CPA.. وإن كان قيام دولة الجنوبالجديدة واستقلالها قد ارتبط بمُعيقات ومهددات للاستقرار والسلام بين جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان لارتباط الأولى المكشوف والصريح بإسرائيل وآخرين عملوا من أجل الانفصال ويعملون الآن من أجل حصاد ثماره..! المحطة الثانية وقد كانت في آخر أيام شهر ديسمبر - كانون أول من عام 2011م وهي نهاية الدكتور خليل إبراهيم رئيس العدل والمساواة في ميدان المعركة وليس طاولات التفاوض والحوار كما فعل آخرون. وهنا أيضاً ورغم أن النهاية كانت مؤلمة إلا أنها كانت قدره المقدور وهو يحمل السلاح ويصر عليه حتى آخر لحظة بل كان يسعى لدعم آخرين من دول وجماعات مشت على ذات الطريق. وهو ما لم يكن في مصلحة إنسان دارفور ولا الإنسان السوداني بشكل عام. ومن ثم كانت تلك المحطة - أي محطة مقتل الدكتور خليل في الميدان - ترتيب الضرورة وأقل الخسائر..! ومن بعد كل شيء في علم الغيب وبيد الله - سبحانه. ولكن العدل والمساواة برحيله فقدت الكثير إن لم نقل كل شيء. ومن المعالم والمحطات الأخرى الأكثر إيجابية في العام المنصرم معلم التعدين وتطوير آلياته ليصبح الذهب أحد المصادر الرئيسية لدعم الاقتصاد القومي كما هو شأن ميناء بورتسودان الذي أصبح منفذاً بحرياً عالمياً جراء ما طرأ عليه من تطوير وتجديد وإضافات. وسياسياً لابد أن نذكر أن الحكومة العريضة قد كانت خطوة على طريق لم الشمل السياسي والبقية تأتي فالمعالم والمحطات كثيرة وما لا يُدرك جُلّه لا يُترك كُله - كما يقول المثل.