نحرص على الكتابة في شأن اجتماعي كل جمعة، وإن تدثّر بثياب الخصوصية، لكن من المؤكد أن يكون حاملاً لملامح الشأن العام، وما كنت أعرف ما سأكتب عنه حتى منتصف نهار الأمس، إذ كنت منشغلاً بإعداد ودراسة خاصة تم تكليفي بها حول العملية الصحفية، منذ مرحلة إعداد المادة للنشر ثم جمعها الكترونياً وتصميمها فنياً وإرسالها إلى المطبعة ثم تحويلها إلى صحيفة قابلة للتوزيع عبر المنافذ المعروفة التقليدية وغير التقليدية.. وقبل ذلك كنت أرتب وأضع الخطوط العريضة لورقة طلب إليّ المجلس القومي للصحافة والمطبوعات أن أعدّها وأقدمها في إحدى الدورات التدريبية حول كتابة العناوين الصحفية من حيث الضوابط والأهداف والوظائف. عندما انتصف النهار كانت الطاقات قد نفذت أو كادت، ولم انشغل بشأن عدد الجمعة (اليوم) لسببين، الأول هو أن شخصية وشكل ومحتوى العدد واضحة الملامح، والثاني هو أن كل قيادات العمل التحريري والفني في الصحيفة تعي دورها وتعرفه تماماً، بحيث لا تصبح أمامي أو أمام مدير التحرير غير التدقيق أو المراجعة، وإبداء الملاحظات إن وُجدت. احترتُ كثيراً حول الموضوع الذي أكتب عنه، وودت أن أشرك معي أخي وصديقي وزميلي الأستاذ عبد العظيم صالح في تلك الحيرة، لكن زيارة كريمة من الأخ والصديق الأستاذ محمد مبروك محمد أحمد، مستشار أول التحرير في صحيفة «أخبار اليوم» الغراء، أجّلت ما انتويت فعله، بل وجاءت ب «عبد العظيم» نفسه إلى مكتبي رفقة الأستاذ مبروك. الزيارة اجتماعية بالدرجة الأولى وكل الدرجات، لأنها تضمنت حديثاً طيباً وجميلاً حول الزمالة والصداقة وحقوقهما، ثم دعوة كريمة للمشاركة في عقد قران ابنتنا «سكينة» كريمة الأستاذ مبروك والسيدة الفضلى حرمه الحاجة أسماء، وقد سعدنا للنبأ السعيد وأخذنا نهنيء مبروكاً وأسرته الكريمة من خلاله.. أدهشنا الأستاذ مبروك الذي قال إن عقد القران وحفل الزواج سيكون بمنزله في مدينة الأزهري يوم الخميس القادم، وقال - وهنا مصدر الدهشة - إنه لا يحبذ الاحتفال بالمناسبة في إحدى صالات الأفراح، لذلك رأي أن تكون كل المراسم في المنزل. أيدتُ الأستاذ «مبروك» في ما ذهب إليه،وقلت له: (نعم ما فعلت) ودعمت ذلك التأييد بأن قلت له إنني لا أحبذ الاحتفال بمناسبة خاصة في مكان عام، وأشرتُ إلى أن الذاكرة تختزن دائماً المواقف والمشاهد المرتبطة بخصوصية المناسبة والمكان، إذ أن الاحتفال بالزواج كان في إحدى الصالات أوالقاعات الخاصة، فإن الذاكرة ستتداخل عليها الأحداث لأن صاحبها سيكون قد شارك في أكثر من حفل خاص في تلك القاعة ومثيلاتها.. ثم أن للبيت خصوصية لأهل العريس ولأهل العروس، فهو صورة حقيقية للواقع (المبتهج) بعيداً عن زخرف الأندية وزينتها، وذهبت أبعد من ذلك بأن قلت لزائريّ الاثنين إنني انتويت واتفقت مع أهل بيتي على الاحتفال بزيجة أي من الأبناء داخل المنزل أو حوله من خلال خيمة تشبه تاريخ زيجاتنا القديمة بمتطلبات عصر الأبناء، أي تقليد وحداثة. ختاماً أرجو ألا يفهم أصحاب الصالات والقاعات الخاصة أن هذه دعوة لمقاطعة الحفلات داخلها، فللناس مطلق الحرية في الفرح ومواعينه. ونسأل الله في هذا اليوم المبارك، أن يزرع الفرح في نفوسنا ويزوج أبناءنا وبناتنا وأن يرزقهم الذرية الصالحة وأن يبارك لهم في حياتهم وأن يزينها لهم بالأمن والطمأنينة والصحة والعافية ما عاشوا في هذه الدنيا.. وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.. آمين.. .. وجمعة مباركة