قبل عبدالصبور على مضض قرار انفصال شقيقته (رضوى) عن زوجها (عبدالقوي) بالطلاق.. لكم سوَّف.. وأجبر شقيقته على الاحتمال.. كلما يضربها وتجيء (حردانة) يعيدها مع أخذ التزام واهن من زوجها (عبدالقوي) بأن لا يعود لضربها.. أجبرها أن تحتمل صلفه في الصحو.. وعنفه حين يكون تحت تأثير الكحول.. وغرابة أطواره حين يكون تحت تأثير المخدر.. كون أنه (بسوي السبعة وذمتا) لم تكن كافية لتحريك (عبدالصبور) صوب (الطلاق)..لكن بعد أن ضربها ورماها.. وتسبب في إجهاض جنينها الأول بعد تعرضها لنزيف حاد كاد يودي بحياتها.. بعد هذا رضخ تماماً لفكرة الطلاق. كان همه أن تتم إجراءات الطلاق دون شوشرة وبأقل الخسائر.. لكنه (شال هم) من لقب مطلقة.. فالمجتمع سيحاصره ويحاصرها.. إن كانت لم تتزوج فلا أحد يسأل لماذا لم تتزوج؟.. إنها القسمة والنصيب.. ولكن حين تصبح مطلقة يقوم السؤال لماذا تم طلاقها؟.. كل هذه (الدوشة) أرهقت (عبدالصبور).. وانتظر مرور شهور العدة بسلام حتى أصبح شغله الشاغل الترويج لشقيقته المطلقة حتى تتزوج.. بل قرن أمر زواجه بتزويج شقيقته.. فكان يقول: بس تتزوج (رضوى) الليلة.. أنا بكره طوالي أعرس! وجد ضالته في زميله المهندس (بكري) إنه ود حلال.. وأهله من الولايات.. فلا مجال للشمارات والأسئلة والإجابات عليها من الخيال.. وبسوء نية أخذ يشيد بشقيقته ويذم زوجها السابق.. وأن الله أكرمها بالانفصال عنه لتجد ود الحلال البستاهلا.. أخذ يملأ أذان (بكري) بالتمجيد لشقيقته وصفاتها حتى تمنى (بكري) أن يلتقي بها ليرى هذه المرأة الحجوة التي يحكي بها شقيقها.. بصراحة أصبح يراها في أحلامه.. بعد مرحلة غسيل المخ هذه.. دعا (عبدالصبور) (بكري) على الغداء وعرفه عليها.. وعرفها عليه.. ولم ينسَ وهي غائبة أن ينوه إلى أنها ستعيش في نصف هذا البيت المؤثث والواسع مع زوجها.. وفي هذا إشارة ذكية إلى (بكري) بأن مشكلة السكن اتحلت.. حوصر (بكري) تماماً بالفكرة.. وحقيقة فقد وجد (رضوى) جميلة ورقيقة ومؤدبة وتعاطف معها.. وقرر أن يعوضها أحزانها.. بل تخيل أنه مبعوث العناية الإلهية ليبدل حزن (رضوى) سروراً.. وإحباطها هناءً.. وعذابها سعادة. أحضر (بكري) أهله من البلد.. وفتحوا الخشم وتعارفوا.. وأغدقهم كرم (عبدالصبور) و(رضوى) وشالوهم في رموش العين.. وكان أن اتفق بكري معهما بأن لا يجيب سيرة (مطلقة) هذه ويعرفونها في حينها بعد العشرة والمعايشة والولف.. جرت الأمور دون منقصات سوى أن زوجها المتوحش جاء يتوسل طالباً رجوعها.. ولما تم صده بقوة في ذات الوقت تم استثمار ذلك حتى يعجل (بكري) بالزواج فالمحبوبة مرغوبة من غيره.. فأخبر (عبدالصبور) بنيته وخوفه على ضياع (رضوى).. فسأله أنت الناقص ليك شنو عشان تعرس..؟ وتم حل كل المشاكل وتم الزواج مبهجاً ولم يعكره إلاّ ظهور خبر أنها مطلقة إبان الاحتفالات.. لكن الناس لم يعيروه انتباهاً.. فالبنت صغيرة ولا يبدو عليها الزواج من قبل.. كما أن الخبر تأخر وخلاص القسمة اختارت. تبقى ليوم العرس أسبوع.. هنا طرح (بكري) على (رضوى) أن يشجعا (عبدالصبور) على الزواج.. فحاصراه بالطلب.. وبعد أخذ ورد سألهما عن البنت الجات مع أهل (بكري).. وأخذ يصفها فقالت له: (رضوى) بجيب ليك خبرا.! واجتهدت مع (بكري) حتى تعرفوا عليها.. إنها (صفية) قريبة (بكري) من بعيد.. وهي مطلقة بسبب سوء معاملة زوجها لها.. ولكنها الآن حرة يمكن أن تتزوج. وطارت مع (بكري) بلهفة إلى (عبدالصبور) وقالت له.. عرفنا البت مبروك عليك بت تمام.. وأضاف (بكري): وظروفا زي ظروف (رضوى) بالضبط.. فسأل: كيف يعني؟ فقالوا له : هي أيضاً مطلقة بسبب سوء معاملة الزوج. فقال: لكن مطلقة كيف الكلام ده..؟ ولم ينتبه (عبدالصبور) إلى تبكم (رضوى) و(بكري). أنا ما ممكن أتزوج مطلقة.. قالها بقوة ثم فجأة انتبه.. لا.. أنا بقصد يعني فسألته (رضوى) بحدة.. يعني شنو أنا مطلقة وأهو (بكري) أتزوجني! قال: لكن إنتي بتختلفي.. وبعدين (بكري) تأكد منك.. و.. نظرت (رضوى) إلى (بكري) طويلاً.. أخذت تتساءل بينها وبين نفسها: يا ربي (بكري) حايغير رأيو..؟!