هاجمت قوات الحركة الشعبية في الثامنة من صباح أمس معسكراً للشركة الصينية المنفذة للطريق الدائري بمحلية العباسية بولاية جنوب كردفان والتي تبعد «90» كيلو عن منطقة أم روابة بولاية شمال كردفان، وقامت باحتجاز «35» من المهندسين والعمال الصينيين في وقت حطت فيه أول طائرة مدنية مطار تلودي الذي اكتمل تشييده وأعلن افتتاحه، وأعلن مولانا أحمد محمد هارون والي جنوب كردفان في مؤتمر صحفي أمس عقده بكادوقلي أن هجوم الحركة الشعبية على مقر الشركة الصينية هو استهداف لمشروع الطريق الدائري والضغط على الشركات الأجنبية لمغادرة المنطقة والحيلولة دون تحقيق أحلام مواطني المنطقة الشرقية بإنفاذ الطريق، وتعهد هارون بالمضي قدماً في إنفاذ المشروعات التنموية ومحاربة التمرد بالبندقية والتنمية معاً، وأقرَّ في الوقت نفسه أن احتجاز الصينيين يجعل من السيطرة على المنطقة دون خسائر في أوساط الرهائن مسألة في غاية التعقيد، لكنه استدرك قائلاً لن تواجهنا مصاعب كبيرة في حسم القوة التي تقدر عددها ب (150) متمرداً تسللت من جبل أبو حسن منذ يومين، وقادرون على القضاء عليها، ووصف هارون الأوضاع الأمنية بالولاية بأنها تحت سيطرة القوات المسلحة التي تحقق كل يوم تقدماً في مقاصدها بالعمليات، في وقت حاصرت فيه القوات المسلحة معسكر الشركة الصينية واقتربت من القضاء عليها، وتقع المنطقة التي تعرف «بمقر العباسية» بين جبلين يبلغ ارتفاعها نحو ألف متر من سطح البحر، وبها المعسكر الرئيسي للشركة التي تنفذ الطريق الدائري بقرض من الحكومة الصينية. وفي تلودي قامت الحركة الشعبية بمحاولة بائسة للسيطرة عليها في هجومين منفصلين العام الماضي، وتم نقل عاصمة الولاية لتلودي مؤقتاً لدعم المشروعات التي نهضت في المحلية ممثلة في المطار الذي تم تمويله ولائياً وتحت إشراف هيئة الطيران المدني. قال مولانا أحمد محمد هارون إن مشاورات جارية مع القوى السياسية شملت أحزاباً معارضة مركزياً ومتوافقة مع المؤتمر الوطني ولائياً، وأقر الوالي بالتأخير الذي صاحب التشكيل لكن وعد بإعلان الحكومة الجديدة في فترة وجيزة وتضم أحزاب الاتحادي الديمقراطي والأمة القومي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب العدالة والحزب القومي والحركة الشعبية بقيادة دانيال كودي. وقال إن المؤتمر الوطني في المركز متفهم لدواعي توسع الحكومة العريضة المزمع تشكيلها.