ودّعت بلادنا الدكتور كمال شداد رئيس الاتّحاد العام لكرة القدم السوداني بعد أن حرمه القانون من البقاء في موقعه كرئيس للاتّحاد لمدة (5) سنوات أخرى بعد استنفاد أجله المنصوص عليه في قانون الرياضة الذي لم يأت به حاج ماجد سوار أو عمر عبد الله.. بل قانون خرج من طاولة كمال شداد نفسه وتدرّج في العبور من وزارة العدل غرباً لمجلس الوزراء وعبر جسر النيل الأبيض للمجلس الوطني الذي أجازه بالإجماع ولم يفتح الله لدكتور كمال شداد بكلمة واحد حول قانون الرياضة في جلسات مجلس شورى المؤتمر الوطني الذي ينتمي إليه ظاهرياً وجلسات المؤتمر العام في أكتوبر من العام الماضي. خروج كمال شداد من الاتّحاد العام سبقته مفاجأة كبيرة في السودان بخروج د. عوض الجاز من المالية وتخفيض رتبة مستشارة الرئيس السابقة د. آمنة ضرار لمنصب وزير الدولة بالعمل ومفاجآت عديدة حفل بها النصف الثاني من العام الجاري ولكن أكبرها انفضاض تحالف اتحاد عام كرة القدم حيث ذهب د. معتصم جعفر لسبيله ليجلس على كرسي الحاكم العام لكرة القدم في السودان وانصرف شداد يستجدي (الفيفا) للتدخل من أجل مقعده المفقود وملكه الضائع وسلطته التي لم يحافظ عليها مثله والسلطان علي دينار وقصة الميرم الشهيرة حينما نزل الأتراك في وادي سيلة قريباً من الفاشر فسأل السلطان علي دينار عن الفارس فلان فقيل له قتلته يا السلطان قبل عامين وسأل عن فارس آخر فكانت الإجابة مثل الأولى فأيقن السلطان علي دينار أن حكمه بات إلى زوال مثل حكم د. كمال شداد الذي سقط حينما انفض عنه معتصم جعفر ومجدي شمس الدين وأسامة عطا المنان واتحادات غرب السودان التي يقودها دقق كردفان الجديد نصر الدين حميدتي واتحادات الأوسط والشمال ولم يبق لشداد إلا بعض من الأوفياء المخلصين الطائفين حول المعبد القديم والراكعين على أطراف الصنم الموشك على السقوط!! بما أن د. كمال شداد صاحب قاعدة عريضة من الأنصار والمريدين فأمام شداد بصيص أمل في تولي منصب وزير دولة بوزارة الشباب والرياضة بالقرب من الوزير (الكبير) حاج ماجد سوار.. ومقعد وزير الدولة شاغر منذ صدور قرار بتشكيل الحكومة لأن الوزير المعين أبو القاسم إمام (زعلان) وفشلت كل محاولات إرضائه لتولي المنصب. ولما كانت خبرة شداد تؤهله لمنصب وزير الدولة ومن خلاله يستطيع متابعة النشاط الرياضي والسفر لما تبقى من دول المعمورة التي لم يزرها شداد فإن حاج ماجد سوار يستطيع قيادة مثل هذه المبادرة من داخل المكتب القيادي للمؤتمر الوطني وحاج ماجد صانع سياسات في الحزب الحاكم وليس متلقياً لذلك نفذ القانون ورفض التدخل واستثناء شداد ولكنّه بالطبع سيكون سعيداً إذا منحت القيادة د. شداد (مكرمة) جديدة بتعيينه وزير دولة وحينها لن يجرؤ على الحديث عن (الفيفا) بل أقسم لكم في رابعة النهار الأغر ستشاهدون شداد يهتف (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه).