لا شكَّ أن المجتمع السوداني بدأ يتجه للتغيير بصورة ملفتة وملاحظة وذلك من خلال العمران والتشييد للبنايات الحديثة التي نراها متزايدة يوماً بعد يوم، خاصة بعد ظهور مصانع السيراميك بأنواعه من بورسلين والانترلوك بجانب الحدائق المنزلية التي اصبحت مكملة للمنزل الحديث في السودان، ونجد إن هنالك تغييراً واضحاً في نمط تلوين الغرف والحوائط الداخلية والخارجية وكذلك الديكور بأنواعه مع وجود الاناتيك والتحف. «آخر لحظة» وقفت على منظر المنزل الحديث وتجولت تجولت داخل أركانه بعين فاحصة لتكتشف كيف امتزج الفن التشكيلي مع مدخلات الفن والموضة والذوق الرفيع الذي بات يفضله الكثيرون داخل منازلهم، حيث التقينا بكل من الباشمهندس مجاهد بلال طه والفنان التشكيلي دكتور راشد دياب ليحدثونا عن ديكورات المنزل يحدثانا فماذا قالوا: ٭ يقول المهندس مجاهد بلال طه أنه ومنذ العام «0002- 0102م» بدأ شكل المباني يتغيَّر ويخرج من إطار التقليدية، وأشار إلى أن طفرة المسكن الحديث بدأت بعد ظهور البترول وتحسن الأوضاع المعيشية لفئات كثيرة من المجتمع بجانب ظهور مصانع السيراميك المحلية، وقال: إن مكونات المسكن الحديث هي الرغبة والمقدرة المالية والمعرفة، وذكر أن ألوان التشطيب الآن نجدها قد اختلفت بعد ظهور الطاقات الحديثة، ففي السابق نجد الحوائط عبارة عن أبيض، والأبواب عبارة عن خشب، واللمبات «أربعة قدم»، لكن الآن نجد هنالك الكثير من الخيارات لشكل الحوائط والأرضيات والأبواب بجانب المواد المستخدمة، وأضاف إن شكل التصميم نفسه نجده تطور بشكل كبير وذلك بفضل المهندسين المعماريين ومدى تصورهم للتصميم الجميل حيث بدأت تظهر أشياء جديدة وجميلة كل يوم، فمثلاً نجد التشكيلات الجديدة التي يستخدم فيها الجبص حيث قام بادخالها الشوام وبعدهم الأتراك وأخيراً المصريون، ونجد أن هنالك بعض من السودانيين بدأوا يتعلمون هذا العمل، وختم حديثه قائلاً عندما يتكامل التصميم والتشطيب وفق المواصفات مع تصميم داخلي مدقن وتمازج بين ألوان الأثاث والحوائط والأجهزة والأرضيات المستخدمة يخلق لوحة فنية جميلة. ٭ فيما قال الفنان التشكيلي دكتور راشد دياب: إن الديكور المنزلي يمثل مرآة الشخص وشخصيته وتفكيره وقدرته على الاختيار خاصة وأن المنزل هو المكان الذي يرتاح فيه الإنسان لذلك لابد أن يعطي الأمان والثقة والراحة، وأضاف إن قضية الديكور المنزلي نرجعها للأشياء الآتية: أولاً نجد التقليد، ثانياً تركيب أشياء غير متناسقة بغرض التباهي، وثالثاً إشعار الآخرين بالامكانيات بأن نجعل المنزل متميزاً، وأشار إلى أن المنزل يمثل راحة بصرية وجمالية وجسدية ونفسية حسب احتياجات أهل المنزل فلكل حجرة ومساحة في المنزل درجة معينة من الضوء، ونجد أن حجرة النوم إضاءتها تختلف من الصالون، والمطبخ يختلف من المداخل الأخرى، وعموماً في داخل المنزل لا يفترض أن تكون هنالك إضاءة غير طبيعية لأن السودان من الدول التي تشرق فيها الشمس كل يوم. أما الديكور في بقية أنحاء المنزل فمثلاً حجرة الأطفال لابد أن تكون التهوية مختلفة والألوان برَّاقة ناصعة مثل الأصفر والأزرق وتسمى بالألوان الزاهية وهي تعطي مساحة أكبر إلى أن تصل اللون الأبيض، وأشار إلى أن اللون له دراسات نفسية وعكسية، وأحياناً بعض الألوان تسبب الضيق، وبعضها مثل الأخضر يسبب سوء الهضم خاصة في المطابخ، وقال إن الحديقة هي مكملة للمنزل من ناحية جمالية وممتعة وتخفف ضغط الشمس على المنزل