ظلت مسألة التأمين على النفس من الضروريات الملحة والحاجة لها اليوم أكثر مما مضى في ظل الأزمة الاقتصادية وقلة الدخل وكثرة الأمراض لأسباب كثيرة ،ولهذافإن إنشاء التأمين الصحي جاء لتخفيف العبء على المواطن وتقليل تكلفة الدواء بأقل الأسعار مقارنة بالسوق الأسود كخدمة اجتماعية يحق لكل مشترك فيها الحصول على الدواء بربع القيمة ولكن ما تشهده المستشفيات والصيدليات التي توجد بها خدمات التأمين الصحي أنها ظلت في الآونة الأخيرة تعاني من نقص الأدوية وعدم توفر بعضها الأمر الذي خلق نوعاً من السخط وعدم الرضا من قبل المواطنين أو المشتركين تجاه التأمين الصحي الأمر الذي جعل الصندوق يتحسس تلك الانتقادات الضيقة من قبل المشتركين ليقوم بإجراء كثير من الاصلاحات والسياسات من أجل توصيل الفهم الصحيح لأهمية التأمين الصحي بالنسبة للإنسان في توفير الدواء وذلك عبر قيامه باشراك اللجان الشعبية للأحياء لاقناع المواطنين بالاشتراك في التأمين وتسليمهم الاستثمارات لتسجيل أكبر عدد من المواطنين وإدخالهم تحت مظلة التأمين الصحي وفقاً لسياسة وتوجهات الدولة الرامية لسلامة وصحة مواطنينها عبر تقديم أفضل الخدمات الصحية وبأقل تكلفة وتعزيزاً لتلك الجهود فقد أعلن الصندوق القومي للتأمين الصحي عن إدخال (97) صنفاً جديداً إلى قائمة أدوية التأمين الصحي من ضمنها أدوية الأمراض المزمنة مثل العيون والقلب وحذف (11) صنفاً من قائمة الدواء المدرجة داخل التأمين الصحي نسبة لعدم فعاليتها. المدير العام للصندوق القومي للتأمين الصحي مصطفى صالح مصطفى قال خلال مخاطبته ورشة تحديث قائمة أدوية التأمين الصحي أن قائمة التحديث للأدوية ستكون مفتوحة للإضافة والحذف موضحاً أن القائمة الجديدة لا تغطي الحاجة بنسبة 100% ولكنها تقلل من نسبة الأدوية التي خارج التغطية بصورة كبيرة وأشار إلى أن مظلة التأمين بلغت الآن «11» مليون مواطن ما يعادل ثلث السكان. ومن جهته قال مدير الإدارة العامة للخدمات الصحية إن الورشة تضم كافة الجهات ذات الصلة بالتأمين الصحي لتوسيع المشاركة في إقرار القائمة الجديدة موضحاً أن التدشين سيكون خلال الأيام المقبلة كقائمة الأدوية الجديدة في كافة ولايات السودان. فيما يرى بعض الخبراء أن العمل الذي يقوم به التأمين الصحي يعد خطوة إيجابية تجاه تمكين وتوطين خدمات التأمين بمركز تقديم الخدمة للمشتركين ومطمئنة بالنسبة لمشتركي ومستخدمي بطاقة التأمين وحافزاً ومشجعاً بالنسبة للذين يريدون الدخول في مجال التأمين الصحي ولكنهم مترددون من عدم توفر بعض الأدوية مشيرين إلى أن فكرة التعميم بالنسبة للأودية المراد إدخالها تحت مظلة التأمين فكرة جيدة لأن الإقاليم تعاني من الشح ونقص الخدمات الطبية حتى المستوى الخاص ناهيك عن القطاع العام.