وها هي موجة التعصب الديني... والتكفير.. تجتاحنا.. وهي في غمار معركتها التي هي - وإلى الآن - لا تزال معركة صحف ومقالات..... وقد نشبت المغالطات بين فريق واحد... هم أبناء من أمة محمد... صلى الله عليه وسلم... نعم هم فريق واحد... فكلهم يشهد ألا إله إلا الله... وإن محمداً عبده ورسوله للعالمين.. أما ما يفتح الباب واسعاً لموجة كبيرة من الدهشة... ترتطم بكل ما حولها... لا تبقي شيئاً.. فهي تلك التهديدات الماكرة الماجنة... التي تكاد تزيح الغطاء عن جانب من الحرب... تلك عندما أرسلت إحداهن رسالة... والله لو قرأتها... لظننت أنها للمجوس... أو للروم.. أو لأعداء الإسلام الحقيقيين... للصهاينة واليهود... ولكنها - مع كل أسف - هي للأشقاء... ولأهل اللحمة الواحدة.. وابناء الدم الواحد... تلك الرسالة التي تقول في آخرها :«إن أرادوا حرباً فنحن لها... ومئة يغلبون ألف..»..!! لست فقيهاً في الدين... ولا ادعي أنني ملم بأطراف الإسلام .. أحاديثه وأسانيده.. ولكني أعلم.. بل وأضعها قاعدة... تلك الجملة التي تقول بأن الدين المعاملة... نعم هو كذلك... المعاملة الحسنة الكريمة... هي تلك المعاملة التي أضعها - اجتهاداً - في أعلى مكان في خانة الدعوة إلى الدين... فالمعاملة هي أول شئ يجذب انتباه الناس... وإعجابهم... وبالتالي يتمنون أن يتصفوا بصفات من يعجبون به... وعلى ذلك... فبأي شئ يتصف التكفيريون هؤلاء... غير أنهم يرتبطون في أذهان الناس... بالقتل والسحل وسفك الدماء.. وإهدار أرواح اخوتهم من المسلمين..