على عبق تلك الألحان الساحرة وهدى الكلمات العابرة، وعذوبة الأصوات الجاذبة كان الاحتفال بالنادي العائلي بمطربي وشعراء الحقيبة، الذين أثروا الوجدان السوداني، وعطروا فضاءات الأغنية السودانية بأجمل الألحان وأرق الكلمات، في زمن كان فيه الغناء رسول المعاني والقيم والمشاعر، الاحتفائية أيضاً بمرور اليوبيل الفضي لمجموعة «نحن ليكم»، المجموعة الثقافية الاجتماعية التي أحدثت حراكاً ثقافياً واجتماعياً في مجتمع الخرطوم. الحضور كان أنيق المحيا، جميل الدهشة، تفاعلاً مع المطربين الذين أنشدوا الغناء الجميل لمبارك حسن بركات، في أذكرى أيام صفانا، وأبو صلاح، والعتيق محمد بشير عتيق، وكروان الغناء الشعبي الراحل المقيم بادي محمد الطيب، فكانت الأغنيات صباحك نور عليك يا بدور- وليالي الخير- وهل تدري يا نعسان- إبداعات لياسر تمتام ومحمد بدوي أبو صلاح، الذي أطرب وأشجى لأغنيات جده الفنان أبو صلاح. ومن المعروف أن مصطلح «حقيبة الفن» انطلق في عام 1954م على يد صلاح أحمد محمد صالح، عبر برنامج للأغنيات وكان اسم «من حقيبة الفن» فغيره الأستاذ علي شمو إلى «حقيبة الفن»، فخلدت التسمية لتلك الأغنيات التي وضعت اللبنات الأساسية للغناء السوداني، رغم أن الإرث الغنائي لا تسعه حقيبة فهو ملأ فضاءات الابداع.