نشهد هذه الأيام نشاطاً مكثفاً، وجهداً كبيراً يتسم بكل الحرية، وذلك من أجل اكتمال البناء والإصلاح في صفوف الحزب الاتحادي الديمقراطي. ويقود هذا العمل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب، من خلال اجتماعات متواصلة ولقاءات بالعديد من القيادات الاتحادية، ويتمثل هذا العمل أولاً في ضرورة جمع الشمل الاتحادي، وضرورة سرعة انعقاد المؤتمرات القاعدية، وصولاً الى عقد المؤتمر العام، كما ظل مولانا يؤكد بأن هذا لن يكتمل إلا بتنشيط العمل التنظيمي ليعود الحزب الاتحادي الديمقراطي الى سيرته الأولى عندما كان هو حزب السودان الأول الذي حقق الاستقلال ورفع العلم، وهذه العبارات أو هذا القول عندما نكرره فإن البعض يستنكره ويقولون أنتم تعيشون على الماضي فقط، ونحن نحمد الله على هذا الماضي المشرق، ومن لا ماضي له ليس له حاضر- لذلك نحن نسعى لنصل لذلك الماضي- ولذلك فإن حركة العمل الجديدة وهذا النشاط الذي نشهده يحتاج لمباركة الجميع على مستوى السودان، ويحتاج كما قال مولانا الميرغني بالبداية الصحيحة والجادة، أولاً حصر العضوية وإلزام الجميع بدفع اشتراكاتهم، لأن الحزب الاتحادي وبذلك التاريخ المشرف فقد كان تمويله يأتي من عضويته ومن رجاله المقتدرين، وكذلك فإن هذا العمل القوي يحتاج لرجال أقوياء وأهل صدق ووفاء، ولذلك فقد كانت هناك مقترحات بتكوين لجنة تسيير لتقود هذا العمل، وقد وافق مولانا على هذا المبدأ ولكنه قال بأن مثل هذا المقترح يجب أن يطرح أمام اجتماع موسع تحضره كل القيادات بالولايات الأخرى، وقال إن هذا الاجتماع ستتم الدعوة له عاجلاً، وفي هذا فإني اقترح ولأهمية الأمر وعندما تتم الدعوة، فالواجب أن تقدم لكل من يهمه أمر الحزب من الشخصيات صاحبة الرأي ومن الذين يجلسون على الرصيف كما يسمون أنفسهم، كما اقترح تنفيذ قرار مولانا الميرغني في اجتماعه بجنينة مولانا السيد علي الميرغني بعد الانتخابات، فقد قال بأن كلاً من حضر مؤتمر المرجعيات، فهو يعتبر قيادياً يجب أن يساهم في بناء الحزب، واقترح أن تكون الدعوة لهذا الاجتماع الكبير بأن يتقدم كل من يرغب في الاجتماع بطلب للسكرتارية أو لجنة التسيير التي سيتم اختيارها لإدارة هذا الاجتماع، ونأمل أن تكون لجنة الإعداد لهذا الاجتماع بعيدة عن القيادات الحالية، وخاصة الذين لا يرغبون أن يحدث التغيير أصلاً في الحزب الاتحادي، ومقصدي من تقديم الطلبات لأن تتم غربلة وحصر الأسماء حتى نتفادى حضور أسماء نعلم من هم ونعلم بسوء نواياهم، فهؤلاء يجب ألا يحضروا اجتماعاً القصد منه البناء والإصلاح، لأن هناك مجموعة نعلم بأنهم لا يسعون للإصلاح أو البناء رغم أنهم يدعون ذلك، ولكنهم مزروعون عن قصد لتنفيذ سياسة فرِّق تسد، وهي السياسة التي ظلت تلازم الحزب الاتحادي منذ عقدين من الزمان. ونقولها بصراحة فإن كل من له رأي في زعامة وقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يجب ألا يحضر اجتماعاً الغرض منه الإصلاح والبناء، وأقول ذلك مع إيماني بضرورة أن تخضع رئاسة مولانا الميرغني لقرار المؤتمر العام، وهو صاحب القرار أن يأتي للحزب الرئيس الذي يختاره المؤتمر. كما أني أنبه الإخوة الذين يقودهم هذا النوع الى اجتماعات جانبية تتحدث عن المؤتمر العام، وأقول بأن أمر المؤتمر العام قد أصبح هو الهم الأكبر عند مولانا الميرغني وهو يسعى لتنفيذه في القريب العاجل، فالواجب إن كانت النية صادقة في إصلاح الحزب، أن تتوقف هذه الاجتماعات التي يقودها نفر نشك في صدق نواياهم، وعلينا جميعاً أن نقف مع دعوة مولانا الميرغني، فهي التي سوف تحقق قيام المؤتمر العام في القريب العاجل، وعندما يقوم المؤتمر فله أن يأتي بما يريد من القيادات التي نتمناها، فالحزب الاتحادي حزب الجميع، ولكنه لن يكون حزب المزروعين الذين ينفذون توجيهات الأعداء، ونحن في هذه الظروف نحتاج للمواجهة وعدم إتاحة الفرصة لدعاة الفرقة والشتات، والواجب ألا تتاح لهم فرصة أن يتسلقوا قيادة الحزب في المرحلة القادمة. وكلمة لابد منها أوجهها لشباب الحزب الاتحادي عامة، بأن المستقبل لكم أنتم الشباب، كما أتوجه بصفة خاصة لشباب الختمية وهم بكل أسف مبعدون أنفسهم تماماً عن العمل السياسي في الحزب، وليس هناك من يقصد إبعادهم كما يقول بعضهم، وأقول لهم بأن بعدكم لا يجوز طالما شيخنا وراعي طريقتنا هو مولانا الميرغني وهو الذي يتصدر رئاسة الحزب، فالواجب يتطلب أن نكون نحن جنده الذين يتصدون لتحقيق أمانيه في بناء وإصلاح الحزب الاتحادي الديمقراطي، وأقول بأن هذه الأماني لا تتم إلا اذا تصدى لها الشباب تماماً وبعزيمة وإصرار، وإني ومن هذا المنبر أتوجه للشيخ صلاح سر الختم وأحسبه الرجل المسؤول عن أمر شباب الطريقة الختمية وأحسبه قادراً، على أن يجعلهم يحملون الراية في كفاءة واقتدار، فمرحلة بناء الحزب الاتحادي التي تصدى لها مولانا لم تكن سهلة وميسورة اذا تقدم لها كل الشباب الاتحاديين والختمية، وانتهزها فرصة وادعو شباب الحزب الاتحادي ومعهم شباب الختمية بمحلية كرري، أن يتقدموا المسيرة بمعاونتنا في حصر العضوية من أجل قيام المؤتمرات القاعدية، وآمل أن يكونوا هم على رأس القيادات المنتخبة الجديدة.